جنون غير مسبوق في أسواق الذهب

ما الذي يحدث في سوق الذهب؟ سؤال بات يطرح نفسه بقوة بحثا عن إجابة في ظل حالة الجنون التي سيطرت على الأسعار منذ أسابيع إذ حقق الذهب قفزات سعرية متتالية مدفوعة بزيادة الطلب الكبيرة على شراء الذهب، وبالتحديد السبائك الذهبية. وتعكس هذه الزيادة في الطلب على الذهب توجه المستثمرين للاحتفاظ بثرواتهم وتحويلها إلى هذا المعدن الثمين كوسيلة للحفاظ على قيمتها في ظل التقلبات الاقتصادية، وفي محاولة للبحث عن إجابة حول ما يدور في سوق الذهب فقد سجلت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلال هذا الأسبوع، بسبب الإقبال على التحوط به كملاذ آمن، خصوصا في ظل التقلبات الجيوسياسية العالمية، حيث يرى المتداولون أن صعود الذهب جاء نتيجة التصعيدات الأخيرة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا والتي امتدت لتدمير عدد من المنشآت الخاصة بالبنية التحتية لقطاع الطاقة.وتطورات حرب غزة والتصعيد غير المسبوق بين ايران واسرائيل.
وتوقع عدد من الخبراء في بنك ANZ أن يشهد سعر الذهب ارتفاعا كبيرا خلال العام الحالي ليتجاوز عتبة الـ 2500 دولار للأونصة.
فيما توقع بنك غولد مان ساكس مطلع العام أن يبلغ متوسط سعر الذهب 2,133 دولاراً للأونصة في عام 2024، توقعت وكالة جي بي مورغان تشيس أن يصل متوسط سعر الذهب إلى 2,175 دولاراً للأونصة في عام 2024، ورفعت سيتي جروب توقعاتها لعام 2024 لمتوسط أسعار الذهب إلى 2,040 دولاراً ولكن الواقع تجاوز كل التوقعات !!!!!!!!!
يتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب فوق مستوى الـ 2000 دولار خلال العام الحالي مع استمرار الاندفاع العالمي نحو الذهب. تشير توقعات أسعار الذهب إلى وجود مجال أكبر للارتفاع حتى بعد الوصول إلى مستويات قياسية جديدة. ليس من المرجح حدوث زيادة كبيرة في الأسعار، وفقاً لأحدث توقعات أسعار الذهب. 
بينما يتوقع معظم المحللين زيادة معتدلة في أسعار الذهب في عام 2025، فإن التوقعات الأكثر تفاؤلاً لسعر الذهب للسنوات الخمس المقبلة تشير إلى أسعار الذهب سوف تصل إلى مستوى الـ 3,000 دولار..
إن المخاطر الجيوسياسية الراهنة، مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا والحرب الدائرة في الشرق الأوسط، والتخفيض المتوقع لأسعار الفائدة على الدولار في الولايات المتحدة، أثرت جميعها على سعر الذهب الذي وصل إلى مستويات هي الأعلى تاريخيا وعادةً ما تدفع هذه الظروف المستثمرين الى شراء الذهب كوسيلة آمنة للتحوط.
التوقعات بتخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة كان لها "التأثير الأكبر على سعر الذهب، إذ إن العلاقة بينهما عكسية تاريخياً. فعند رفع أسعار الفائدة، ترتفع قيمة العملة الأمريكية، ويؤثر ذلك سلباً على سعر الذهب فينخفض، والعكس صحيح.
خبراء يقولون إن العديد من البنوك المركزية حول العالم تعبر حالياً عن نيتها شراء كميات أكبر من الذهب نتيجة التوقعات التي تشير الى ارتفاع إضافي في أسعار الذهب في المرحلة المقبلة على المديين القصير والطويل، 
هناك من يتوقع مكاسب أكبر لسعر الذهب ليصل إلى 3 آلاف دولار للأونصة، إذا ما قررت بنوك مركزية حول العالم، 
اليوم كل التوقعات بارتفاع السعر لعدة أسباب السبب الأول يتعلق بانخفاض كل من عمليات الاستكشاف والإنتاج، مما يؤدي إلى تقليل العرض
السبب الثاني انخفاض النفقات المتعلقة بأنشطة اكتشاف الذهب، بنسبة 63 في المئة لتصل إلى 4.44 مليار دولار في عام 2019 من أعلى مستوى لها على الإطلاق وهو 11.8 مليار دولار في عام 2012. نتيجة اهتمام شركات تنقيب عدة بالتحول من إنتاج الذهب أو تقليصه إلى حد كبير، مقابل الاهتمام بالتنقيب وإنتاج معادن أخرى تعتبر أساسية في عملية التحول الأخضر للحد من تغير المناخ، كالنيكل والليثيوم.
ما تشير إليه هذه الديناميكيات هو أن اتجاه أسعار الذهب من المرجح جداً أن يكون تصاعدياً على المديين المتوسط والطويل، بغض النظر عن التقلبات التي قد تطرأ عليه على المدى القصير وفي حال سورية سيكون تأثير ارتفاع الذهب كبيرا على العملة حيث ستشهد الليرة السورية انخفاضا كبيرا إذا ما استمر مسلسل الارتفاع وهذا ما ستحله الايام القادمة.