الاكتفاء الذاتي الغذائي السوري يدق ناقوس الخطر

الاكتفاء الذاتي الغذائي السوري يدق ناقوس الخطر

لطالما نجحت سورية منذ العام 1970 بتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي معتمدة استراتيجية قادها القائد المؤسس حافظ الأسد شملت دعم المحاصيل الاستراتيجية وإنشاء صوامع الحبوب بحيث وصلت إلى مستويات تخزين تكفي خمس سنوات وازدهرت كافة أنواع الزراعات بحيث أصبحت سورية تحقق اكتفاء ذاتي زراعي وهو ما ساهم بشكل كبير بتخفيف آثار الحصار وعدم حصول مجاعة في سورية أسوة بالعراق زمن الحصار.
اليوم بدأت الصورة الوردية لمشهد الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي بالتحول إلى اللون الداكن القاتم المظلم تحت تأثير ظروف الحصار والعقوبات وسيطرة مجموعات قسد على حقول القمح وابار النفط ولكن لم نصل لحد الحديث عن المجاعة بعد!

ولكن بالنظر إلى المستقبل القريب ستكون الصورة أكثر ظلاما تحت تأثير عدة عوامل أبرزها ارتفاع الاسعار عالميا وارتفاع تكاليف الانتاج وتراجعه متأثرا بها
تكفي لمحة سريعة على مكونات الامن الغذائي لنتعرف حجم المشكلة 
أولا القمح : في عام 2021، قدر إنتاج القمح بنحو 361 ألف طن، لكن في عام 2022، تضاعف الرقم"، والمؤشرات هذا العام تشير إلى أن الرقم سيكون أعلى من العام الماضي وأشار بعض المسؤولين أن  محصول القمح في البلاد هذا العام من المتوقع أن يصل إلى مليون طن.
على الرغم من الآمال في حصاد جيد، إلا أنه لا يزال أقل بكثير من متوسط محصول الحبوب قبل اندلاع الحرب البالغ 4.1 مليون طن. وبسبب الأزمة السورية، أصبح على سوريا، الدولة التي كانت تتمتع بالاكتفاء الذاتي من القمح، أن تستورد القمح من الخارج لتلبية الطلب المحلي.
وزير الزراعة بين أنّ سورية تحتاج إلى 3.2 مليون طن قمح لكن بلغ الإنتاج المقدر هذا العام كوحدة إنتاجية متكاملة بما فيها شمال الفرات والمناطق الأخرى مليون و700 ألف طن".
ولفت إلى أنّ "ما قبل الحرب كانت الاحتياجات للقمح 3.9 مليون طن لكن بالوضع الحالي نحتاج إلى 3.2 مليون طن بما فيها شمال البلاد".
أي نحن بحالة عجز بحوالي 60% بالنسبة للقمح!

ثانيا" الزراعات المحمية ارتفعت تكلفة النايلون للبيت البلاستيكي الواحد من  الـمليون ليرة سورية لتصل حدود أربع ملايين. وارتفع سعر ظرف البذور للبيت البلاستيكي الواحد من حوالي 370000 ليرة سورية ليزيد عن مليون ليرة سورية وارتفعت تكلفة تعقيم البيت البلاستيكي من حوالي 300 ألف ليرة سورية لتصل حدود 700 ألف ليرة وهناك تكاليف متفرقة بين سقاية ومواد مكافحة ومبيدات وحراثة وماشابه بحوالي 3 مليون ليرة.
بينما وصل سعر العبوة الفارغة حوالي 8000 ليرة سورية وأجرة نقل المنتج حوالي 200 ليرة للكلغ الواحد ونتيجة لذلك تحولت نسبة حوالي الربع لزراعة الموز وربع اخر اصبح خارج الخدمة وهذا يعني مشكلة مزدوجة فالمزارع لا يرغب البيع بأقل من 8000 ليرة للكيلو هربا من الخسارة والمواطن هكذا سعر يبعده عن شراء المادة وهي مادة اساسية على المائدة السورية وقس على بقية الخضراوات المزروعة في البيوت البلاستيكية
الظروف المناخية شكلت عنصرا ضاغطا على الزراعات المكشوفة كما انعكست ظروف الكهرباء على قضية التبريد والتخزين

يقدر برنامج الأغذية العالمي_ مع ان ارقامه خاضعة للتسييس_ أنّ 12.1 مليون سوري يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي ويشكل هذا الرقم أكثر من نصف عدد السكان. بينما هناك 2.9 مليون مهددون بانعدام الأمن الغذائي بزيادة تقدر بحوالي 52 بالمائة خلال عام واحد.
الخلاصة ان الامن الغذائي السوري في خطر ويحتاج تحرك سريع من الحكومة لإعادة دراسة كافة بنود الموازنة العامة للدولة وتوجيه البنود غير الاساسية باتجاه تدعيم الامن الغذائي وزيادة المخازين من القمح والسلع الاساسية ودعم الانتاج الزراعي لخفض الكلف بشكل مقبول والحفاظ على الحد الادنى من الامن الغذائي واعتقد انه يجب التحرك مع المنظمات الدولية لتقديم وجبة غذائية للمدارس السورية اسوة بما حصل في الثمانينات لتدعيم غذاء الاطفال وتخفيف العبء عن الاهالي. 

                                                                                                                     

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني