حصاد العام في ميزان الحكومة

حصاد العام في ميزان الحكومة

فيما يستعد عام 2023 لمغادرتنا حاملاً معه ذكريات ومآسي يتمنى السوريين محوها من الذاكرة معيشياً وطبيعياً وعلى كل الأصعدة.
البداية كانت طبيعية مع الزلزال المدمر الذي دمر معه كافة خطط وتوجهات الحكومة لتحسين الوضع المعيشي وتم تحويل الموارد التي كانت مخصصة لذلك لإزالة آثار الزلزال مع وجود شح كبير بالمساعدات الدولية نتيجة سلوك الغرب اللا إنساني واللا أخلاقي تجاه ضحايا الزلزال في سورية ولنستعرض مفكرة العام على كافة الاصعدة:
دوليا لا تزال سوريا خاضعة للعقوبات الأميركية، مما جعل من المستحيل على الدول المعرضة لضغوط واشنطن المالية إرسال مساعدات إعادة الإعمار إلى دمشق .
وبلغت الأزمة الاقتصادية في سوريا مستوى غير مسبوق إثر الزلازل التي ضربت سورية في شباط 2023، 
انكمش الاقتصاد السوري بنسبة 5.5 في المئة سنة 2023 حسب تقديرات البنك الدولي، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير الزلازل الهائلة التي دمرت شمال سوريا خلال السنة الحالية. كما فقدت الليرة السورية أكثر من 50 في المئة من قيمتها هذا العام، متأثرة بارتفاع تكاليف الواردات (خاصة المواد الغذائية والوقود) بسبب الحرب في أوكرانيا والأزمة الاقتصادية في لبنان، وعجز الحكومة ضمن المعطيات الحالية المتعلقة بالواردات على إصلاح البنية التحتية الرئيسية بشكل فعّال. 
بدأت الحكومة اتخاذ خطوات جريئة بإلغاء دعم الوقود لتخفيف الضغط على موارد البلاد المالية، وإعادة توزيع الدعم بشكل أكثر كفاءة.
تضرر القطاع الزراعي في سوريا مع نزوح أكثر من نصف السكان بسبب سياسات التهجير التي تمارسها قسد في المناطق الخاضعة لسيطرتها مما جعل البلاد أكثر اعتمادا على الواردات. وفيما كانت التوقعات  خلال الصيف إن البلاد ستشهد حصادا وفيرا. لكن سوريا (وجيرانها) شهدت موجات حرارة متكررة. 
وفاقم عدم الاستقرار المالي المستمر في لبنان مشاكلنا الداخلية كون لبنان في الماضي من الدول القليلة التي يمكن لسوريا أن تواصل التجارة معها علنا. وكانت الصادرات إلى هذا البلد أيضا مصدرنا الرئيسي من العملة الصعبة.
الوضع المعيشي تراجع بشكل مخيف فالدراسات غير الرسمية الصادرة عن جهات اقتصادية قدرت احتياجات الأسرة السورية شهريا بحوالي /3000000/ ل.س في حين لايتجاوز متوسط الدخل في أحسن الاحوال الـ/500000/ل.س فماذا يفعل المواطن السوري لتغطية هذا العجز؟
غلاء فاحش للأسعار
المصاريف تطارد رب الاسرة في كل مكان: غلاء أسعار -دورات خصوصية-نقل-طبابة-أزمة كهرباء خانقة
عربيا وعلى الرغم من عودة العلاقات بين سوريا ودول عربية ثرية، إلا أن هذه الدول لم تتعهد بتقديم مساعدات كبيرة لإعادة الإعمار بل ولم تقدم شيئا حتى الان وبعض الدول كان موقفها خلال الزلزال وصمة عار في جبينها. 
الحكومة ضمن امكاناتها المحدودة جدا قامت ببعض الخطوات لمساعدة المواطن حيث تم تجهيز حقائب تتضمن المستلزمات المدرسية (كتب ودفاتر واقلام) وتخفيف الضغوط على اللباس المدرسي. ولكن هذا لم يكفي لحل المشاكل ونحن على ابواب ازمات أكبر خلال عام 2024 بدأت بشائها بقرار تعليق المساعدات الانسانية لسورية
الخلاصة أن سورية تواجه ظروفا استثنائية لم تواجهها أي دولة أخرى بالعالم والعام القادم لا يحمل بشائر الخير ضمن معطيات الظروف الاقليمية والدولية ولابد من الحصول على دعم من الدول المساندة من اجل تدعيم الجبهة الداخلية ودعم صمود المواطن السوري.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني