كلمة حق أريد بها باطل .. بيان 10 آب والسم المدسوس

كلمة حق أريد بها باطل .. بيان 10 آب والسم المدسوس

تداول ناشطون مؤخراً بياناً لما اسموه حركة 10 آب ضمن قائمة مطالب موجهة إلى اعلى السلطات مع صيغة تشبه الإنذار او التهديد المبطن مع بعض التحركات التي تضمنت توزيع قصاصات ورقية ليلا في أكثر من منطقة بشكل يوحي بوجود جهة ما تضبط الايقاع والتنسيق وهنا لكي لا يقال اننا نهاجم او لانحتمل النقاش دعونا نحلل هذا البيان. 

جميع المطالب التي طرحها البيان هي احلام لجميع السوريين الشرفاء وتطرح على وسائل الاعلام المحلية ولكن العبرة في امكانية الاستجابة لتلك المطالب 

دعونا نتناول بعض النقاط في البيان المزعوم :
النقطة الاولى رفع الرواتب حتى يصبح الحد الادنى للأجور 100دولار أي مقدار الرفع بنسبة 1000 بالمائة ونحن نقول حتى هذا الرقم غير كافي ولكن لايهم مانقول وما يقولون المهم هو القدرة على تنفيذ القول ففي علم الاقتصاد هناك مصطلح يسمى الطلب الفعال أي المقترن بالقدرة على الدفع وهنا بيت القصيد "من اين ستمتلك الحكومة القدرة على الدفع في ظل غياب كافة مواردها الاقتصادية الاساسية من نفط وقمح وغيرها؟ فمن كتب البيان يعلم كل العلم واليقين استحالة القدرة على الاستجابة لهذا الطلب ضمن المعطيات الحالية!

النقطة الثانية موضوع الكهرباء ورفع ساعات التغذية الى 20 ساعة باليوم هنا اسأل إذا كان من صاغ البيان اكاديميا أو على درجة عالية من العلم واليقين وليبعد عن نفسه الشبهة هل درس موضوع الكهرباء جيدا أو بمعنى اوسع هل يعلم ان اغلبية الشبكات انهارت عازليتها بشكل كبير والمحطات بحاجة لصيانة تقدر بمليارات الدولارات والحكومة غير قادرة لعدة اسباب ابرزها التمويل ومن ثم المنشأ الاوروبي لبعض المعدات وبالتالي خضوعها للعقوبات وبالتالي ضمن المعطيات الحالية اقصى ما نستطيع الطموح اليه هو تأمين تغذية منزلية مستمرة للفترة الواحدة لمدة ساعتين وتأمين تغذية صناعية من مصادر الطاقة الجديدة (المحطات الصغيرة).

النقطة الثالثة موضوع المعتقلين بعد ثلاثة عشر عاما من حرب طاحنة اشتركت فيها اكثر من ثمانين دولة وعشرات اجهزة ووكالات الاستخبارات كيف سنأتي اليوم ونحمل الحكومة السورية موضوع المفقودين تحت بند انهم معتقلين لديها؟
هناك الالاف هاجروا بطرق غير شرعية وكثير منهم توفي في البحر واعداد هائلة قامت داعش والنصرة بتصفيتها فهل من المقبول اليوم ان نحصي كل المفقودين ونقول هؤلاء معتقلون لدى السلطات السورية!

وهنا فقط اود طرح بعض التساؤلات :
هناك الاف العراقيين اختفوا في العراق بعد دخول القوات الامريكية وقانونا هي المسؤولة كونها دولة احتلال فهل تقبل الادارة الامريكية لجنة تحقيق دولية في وضعهم؟
من جهة ثانية امريكا واسرائيل وبكل ما تملكان من معلومات وتقنيات وامكانات مادية عاجزين عن الوصول إلى معرفة مصير طيار او صحفي منذ نصف قرن اليوم نريد خلال 48 ساعة من الحكومة السورية تحديد مصير عشرات الاف المفقودين كما يدعون!
اليوم سبق وحذرنا سابقا من استثمار الوضع المعيشي وها هو الضخ المنظم على وسائل التواصل الاجتماعي تحت ستارة المطالب المعيشية المحقة !
اليوم الجميع مطالب بالحذر الشديد فالوضع دقيق وخطير جدا وكي نتحدث بمنتهى الشفافية من يدعو للخروج والعصيان ما هو مشروعه؟ هل هو قادر على تحقيق ما طالب به الحكومة؟ صدقوني الجواب بالنفي والوضع حاليا معقد لدرجة يصعب تصورها وباعتقادي وضمن جميع المعطيات السياسية والاقتصادية والدولية السوريين اليوم امام خيارين لا ثالث لهما :إما الالتفاف حول السيد الرئيس والدفع باتجاه نقل المعركة خارج سيطرة الحكومة أي باتجاه الشمال والمناطق الشرقية وهذا هو الخيار الافضل أما الخيار الثاني ابعده الله عنا فهو الغرق في حمام دم يلون جميع شوارع وانهار سورية باللون الاحمر عبر حالة الفوضى وانفلات الامن والغرق في عمليات تصفية وإبادة غير مسبوقة في التاريخ وهذا ما يخطط له حاليا تحت بند سلمية ومطالب اهلية وماشابه وجميعنا مع هذه المطالب ولكن نريد ان نعرف كيف, لانريد خسارة حالة الامن والاستقرار في سورية تنبهوا ايها السوريون القادم مرعب وحتى يعي الجميع، جميع طوائف واطياف المجتمع السوري مستهدفة حاليا فلا يعتقد أحد انه بمنأى عما سيحدث.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني