سعر الصرف المجنون مرة أخرى .. ارتفاع بريء أم ماذا؟

سعر الصرف المجنون مرة أخرى .. ارتفاع بريء أم ماذا؟

منذ مطلع شهر تموز الحالي عاود الدولار رحلته المجنونة مرة أخرى حيث ارتفع سعر صرف الدولار الامريكي بشكل جنوني مخيف بعد أن نجحت الحكومة بتثبيته بين عتبة 7500- 8000 ولكن وخلال كتابة هذا المقال تجاوز عتبة10500ليرة للدولار الواحد ؟
الحكومة رفعت سعر الحوالات ووفق اخر تحديث وصل لـ 9900 ليرة سورية.
المواطن السوري دخل ما يشبه حالة الكوما السريرية !
عادة ما يتحرك سعر الصرف تحت تأثير عدة عوامل سواء سياسية أو امنية أو اقتصادية أو حتى طبيعية فما هي الاسباب وراء الارتفاع الجنوني لأسعار الدولار حاليا
سياسيا الامور تحسنت بالتوازي مع عودة العلاقات مع الدول العربية والتوقعات بأن يرافقها ضخ للاستثمارات وتحسن للواقع الاقتصادي الصعب والقاسي جدا. وعلى المستوى الدولي لا يوجد تحرك سياسي جديد والاتحاد الاوروبي جدد الاعفاء الانساني من العقوبات لستة أشهر.
الازمة اللبنانية ووقف المصارف سحب الدولار استنزفت تأثيراتها المباشرة وإن كانت تدفع اللبنانيين والسوريين إلى السوق السوداء السورية لشراء الدولار لتغطية مستورداتهم ولكن بعض القرارات الحكومية الاخيرة حدت من تأثير هذا العامل بشكل كبير.
العامل العسكري والامني كانت الحرب في سوريا، السبب الرئيسي لانخفاض قيمة العملة الوطنية. وعلى مدى السنوات الـ13 الماضية ولكن اليوم لا تعتبر سببا مفسرا للانهيار السريع للعملة مع انتهاء اغلب الاعمال العسكرية وعودة الامان إلى غالب المناطق السورية
في الفترة الأخيرة، تسبب نقص الوقود في مزيد من الخسائر في قيمة الليرة السورية نتيجة تزايد الحاجة للاستيراد مع تزايد المصانع والخدمات التي تعود تدريجيا وحصول اختناقات في توريدات الاصدقاء والاضطرار للتسديد الفوري ولكن هذا لا يفسر لنا ايضا الانهيار المتسارع؟
بعض الخبراء يرون أن هناك عدة عوامل تفسر التدهور الحاد الذي أصاب الليرة السورية في الأشهر الأخيرة ، الانكماش الاقتصادي المستمر والمضاربة المالية ، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع السياسية في لبنان. هذه العوامل بمجملها تتسبب بضغط متزايد على العملة السورية. إلا أن الاضطراب والانخفاض المستمر في قيمة الليرة يعكس الدمار الهائل العام والبنيوي الذي ضرب أسس الاقتصاد السوري، حيث تراجعت قطاعاته الإنتاجية بشكل مخيف، وتقلصت بشدة مصادر إيراداته الرئيسية، مثل الصناعات النفطية والسياحية التي كانت تزود الحكومة بكميات وافرة من العملات الأجنبية. كذلك ساهمت الحرب الروسية الاوكرانية في رفع تكلفة تأمين المواد الاساسية وبالتالي زيادة الضغوط على الليرة السورية. وقد تسبب ذلك في عجز جميع التدابير التي اتخذتها الحكومة والمصرف المركزي لكبح جماع الدولار 
أنا اتفق مع جميع التحاليل ولكنها تفسر تراجع تدريجي متوسط المدى ولا تفسر حالة انهيار اقتصادي وقبل الخوض في السبب الرئيسي نوضح انه للانهيار المستمر للعملة السورية نتائج اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى، خاصة فيما يتعلق بارتفاع معدل التضخم، حيث أثر ذلك بشكل كبير على القوة الشرائية للسكان، ما دفع الناس للحد من استهلاكهم وحصره بتأمين السلع الأساسية الضرورية فقط. وضاقت السبل المعيشية إلى أقصى حد يمكن ان يحتمله انسان وهنا بيت القصيد 
ولنفكر ونتسائل بصوت مرتفع
لماذا لم يحصل تحرك اقتصادي عربي حقيقي كمعونات مالية حقيقية وانما اقتصر الامر على بعض القضايا الانسانية بالحد الادنى؟
لماذا لم تعلن الدول العربية عن اطلاق مؤتمر عربي لإعادة إعمار سورية؟
لماذا لم تعلن الدول العربية عن اطلاق مشاريع استثمارية حقيقية في سورية خاصة في مجالات الطاقة والنفط؟
قلنا سابقا ونكرر بالرغم من كل الاسباب الموضوعية المذكورة هناك مخطط دولي لزعزعة استقرار سورية اقتصاديا واجتماعيا عبر زيادة الضغوط المعيشية على المواطن السوري لخلق بيئة حاضنة للانفجار الاجتماعي والحكومات العربية تخضع لضغوط مخيفة لمنع أي ضخ نقدي باتجاه سورية والبعض منها منخرط في المخطط بشكل مباشر واعتقد ان الايام القادمة ستكون قاسية جدا جدا على المواطن والحكومة ويجب ان يكون هناك خطط طوارئ لمواجهة اية اختناقات في المواد الاساسية فالقضية ليست بريئة ولايمكن ارجاع الانهيار السريع للعوامل الاقتصادية في المشهد السوري!

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني