هل تنهض سياحة الأغنياء بالاقتصاد!

هل تنهض سياحة الأغنياء بالاقتصاد!

باتت السياحة  حكراً على الأغنياء فقط حالياً بسبب ارتفاع أسعار المطاعم والمنشآت السياحية يقول احدهم داعياً لتخصيص العاملين في الدولة وأصحاب الدخل المحدود بتسعيرة خاصة.
أخر يقول "المواطن ذو الدخل المحدود غائب عن اهتمام الوزارة، وغياب المنشآت الخاصة بالسياحة الشعبية خاصة في ظل توقف السياحة الخارجية باستثناء الدينية منها، متسائلاً إن كان الراتب الحالي للمواطن يسمح له بتخصيص ولو ساعة واحدة للترفيه، أو دخول أي مطعم في أي مدينة .
البعض يقول كافة المنتجعات ممتلئة عن بكرة ابيها وهزا كلام صحيح مئة بالمئة
ولكن إذا تساءلنا ما هو العدد اللازم لإشغال المنتجعات !!بضعة ألاف هذا العدد هل يحرك اقتصاد وطني وما هي القيم المضافة التي يخلقها ؟
إذا اردنا تحليل الارقام بدقة نجد ان ما يحصل هو فورة جنونية غالبيتها من الوافدين الجدد إلى عالم المال وبالتالي تصرفاتهم الانفاقية تميل إلى البذخ والترف ولا يعتمدون سلوك المستهلك الرشيد!!!
حتى تصبح السياحة قطاعاً اساسياً في الاقتصاد الوطني انطلاقا من ميزاتها التفضيلية – امتلاك  شاطئ على البحر الدافئ يربو عن المئة كيلومتر والمناطق الجبلية بطبيعتها الرائعة ومناخها المعتدل صيفا والمناطق الاثرية على امتداد البلاد  والمعالم الدينية- يجب ان تدور اموال القطاع السياحي في فلك الاقتصاد الوطني !!!
بمعنى ادق عندما يدفع سائح مليون ليرة اجرة غرفة في منتجع خاص هذا لا يحرك الاقتصاد الوطني كون اغلبية فائض القيمة يصب في خزنة المستثمر!
سؤال اخر عندما يدفع سائح مليون ليرة اجرة غرفة في منتجع خاص ما هي الضريبة المسددة للدوائر المالية هل تتناسب مع المبلغ المستوفى لقاء اشغال الغرفة ؟ لا اعتقد ذلك!
هل يؤدي إنفاق السائح الداخلي إلى ضخ اموال في الخدمات المكملة للقطاع السياحي من نقل وصناعات حرفية تقليدية وهدايا ؟ أيضا لا اعتقد ذلك !
إذا ما تأثير ذلك الانفاق على القطاع السياحي؟
برأيي الشخصي التأثير هو تأثير مباشر على المنشآت السياحية أما على مستوى الاقتصاد الوطني اعتقد أن التأثير محدود جدا لعدة أسباب اولها عدم دخول قطع اجنبي نتيجة انخفاض نسبة السياحة الخارجية .
أما بالنسبة للسياحة الداخلية فهي لا تنشئ طلباً فعالاً على قطاع الخدمات السياحية المتكاملة من نقل بري وجوي وحرف تقليدية وتحف وهدايا و......
ما نقيمه موجود من قبل  الحرب ونحن بالتأكيد لانقيم الوضع الحالي ولكن قبل الحرب كان ارتفاع نسبة السياحة الخارجية يغطي تشوهات القطاع السياحي.
إذا ما المطلوب لتصحيح إدارة القطاع السياحي بعقلية اقتصادية سليمة؟
بداية يجب التركيز على السياحة الخارجية لما تحمله من آثار ايجابية على الميزان التجاري وميزان سعر الصرف والتركيز لا يكون عبر المظاهر الترفيه التركيز يكون عبر التمايز النوعي والسعري والشفافية في التعامل فمثلا يجب اجبار شركات السياحة على تأسيس شركات نقل محترمة من سيارات وبولمانات وفانات بأسعار مقبولة وتركيب وسائط الدفع الالكتروني للحفاظ على التمايز السعري الذي يجب ان يكون بإشراف من وزارتي السياحة والتجارة الداخلية .
أيضا يجب تنظيم مهرجانات سياحية مستمرة مثلا كل شهر مهرجان يتخلله معارض حرفية وحفلات فنية ولتكن مثلا مهرجان في الساحل ومهرجان في تدمر ومهرجان في بصرى و.....بحيث نضمن تشغيل الفنادق والنقل والمطاعم والصناعات الحرفية وادخال العملات الصعبة بأعلى وتيرة ممكنة وخلافا لذلك ستبقى السياحة في سورية عبارة عن ترف فاجر لا يصله إلا اصحاب المليارات!

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


آخر المقالات

استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني