الفروج الضائع ... واللبنة المغشوشة الموائد السورية تتأقلم

الفروج الضائع ... واللبنة المغشوشة الموائد السورية تتأقلم

المشهد – نور ملحم 
في الماضي القريب اشتهرت المائدة السوريّة بسخائها وتنوّع أطباقها، ولكن في ظل كل ما مرّ على سورية من تغيّرات، كان لا بدّ أن تتأثر تلك المائدة، فغلاء الأسعار والراتب الضعيف حولت المائدة السورية إلى طبق متواضع مهمته سدّ الرمق لا أكثر. 
وبالمقابل ما كان على السوري إلا التكيف ومحاولة التأقلم مع الوضع الراهن من خلال التحايل على أطباق مائدته علة القدر يستجيب في المستقبل ويصبح الوضع أفضل 
الفروج الضائع ..
 تقول غادة معلمة مدرسة وأم لثلاثة أطفال للمشهد أون لاين ضمن الظروف الصعبة كان الحل الوحيد هو الاستغناء على الكثير من الأطباق والعمل على إيجاد البديل عنها على سبيل المثال (الفرّوج الضائع) وهي بديل عن (الفروج المشوي مع البطاطا في الفرن)، وطبق الفروج الضائع عبارة عن بطاطا مقشرة ومقطّعة وبصل وملح وقليل من الزيت والليمون والثوم وبعض البهارات التي توحي بوجود الفرّوج كالكاري مثلاً .. في هذا الطّبق يختفي الفرّوج، إلّا أن المذاق شبيه بالطبق الرئيسي، بعد أن  أصبح كيلو الدجاج بـ (4000) ليرة سوريّة، ولم يعد من الممكن شرائه حالياً 
وتضيف غادة "يعلمُ أطفالي جيداً أن الطعام مغشوش، إلا أن المذاق يروق لهم تماماً".
10% يتناول الحلويات ...
وعن أطباق الحلوى التي كانت لا تخلى من أي منزل سوري باتت تختفي من الموائد السوريّة بسبب أسعارها الخيالية، والتي ارتفعت مع ارتفاع أسعار المكوّنات الأساسية كالبيض والفستق الحلبي والدقيق والسّكر والحليب، فقد وجد السوريون بعض الأطباق البديلة أيضاً.
يقول أبو حيدر عرب صاحب محل حلويات في الميدان للمشهد أون لاين "لن يكون يوماً مذاق (يا مال الشام) كمذاق البقلاوة إلا أنها بديل لا بأس به (لتحلاية الفم)، لذلك يطلب حالياً بشكل كبير لانخفاض سعره وضمن العائلات ذات الدخل المتوسط فقط 
لافتاً إلى أن 10% من السوريين هم الذين يترددون لشراء الحلويات فقط ومرة أو مرتين في الشهر بعدما أصبحت الأسعار مرتفعة جداً 
مواد مغشوشة ...
حاجيات بالحدود الدنيا، خسارة الموائد السّوريّة لغالبية مصادر البروتين الحيواني، وإقبالٌ كبيرعلى استهلاك الخبز، ما سبب أيضاً زيادةً في الزّحام أمام الأفران، وبوادر أزمةٍ في تأمين الرّغيف، سرعان ما تمّ تفسيرها بأنها ناجمة عن زيادة استهلاك الخبز، بعدما زاد اعتماد الناس على ما يتمّ تخزينه عادةً، كالزّيت والزّيتون والزّعتر
تقول باسمة موظفة في قطاع العام  للمشهد أون لاين إنها تستطيع خلال الأسبوع الأول من الشّهر أن تشتري اللبنة الطبيعة مثلاً، لكنها بعد ذلك تعود لشراء اللبنة المصنعة من الكريمة أي المغشوشة "لأن سعرها أقل، ورغم معرفتي أنها مغشوشة" 
الأرقام تتكلم ...
الإحصاءات الرسمية تقدم صورة مقلقة لحالة الفقر، وخاصة ما يتعلق بالوضع الغذائي، ويظهر آخر مسحٍ ديمغرافي أجراه المكتب المركزي للإحصاء عام 2018 أن نحو 33% من الأُسر فقط آمنة غذائيّاً، بينما بلغت نسبة المعرضين لانعدام الأمن الغذائي نحو 38% وسجلت نسبة غير الآمنين غذائيّاً مستوىً مرتفعاً إذ بلغت نحو 29%.
ونفس الإحصائيات تشير إلى أن متوسط الإنفاق التقديري للأسرة الواحدة بلغ 325 ألف ليرة، في حين يتراوح وسطيّ الرواتب بين 35 – 80ألف ليرة 
 يعلق الدكتور أمجد بدران " خبير في البحوث العلمية" إن خطّ الفقر في سورية اليوم هو أعلى من الخطّ العالمي المقدر بنحو 1,9 دولارٍ للفرد، وذلك لأن هذا المبلغ لا يكفي لتأمين الحاجات الخمس اليوميّة المحدّدة لهذا المبلغ في الظّروف الحالية في سورية: "الغذاء- والسّكن- واللباس- والصّحة- والتّعليم"، وذلك لأن الأسعار مرتفعة بشكل جنوني
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني