مليار و مائتا  ألف ليرة  لإعادة إحياء تربية دودة القز

مليار و مائتا ألف ليرة لإعادة إحياء تربية دودة القز

اللاذقية - ميساء رزق
تعتبر تربية دودة القز من الموروث الشعبي الذي كان سائداً في الساحل السوري حيث اعتادت الأسر الريفية فيه على تربيتها و الاستفادة من منتوجها الحريري واستخدامه في صناعة ألبستهم التقليدية من مناديل (مسلوبي) وأربطة وجدائل للشعر و أحزمة كانت تتزين بها جداتنا قديماً ، وكادت  هذه التربية أن تنقرض و تتلاشى ما دفع الحكومة لإطلاق مشروع لدعم و إعادة إحياء تربية دودة الحرير العام ٢٠١٧ ، وحول هذا الموضوع التقينا المهندس منذر خير بك مدير زراعة اللاذقية الذي أكد أنه في إطار هذا الدعم تم تخصيص مبلغ مليار و٢٠٠ ألف ليرة سورية لمدة عشر سنوات ، حيث تم تأهيل مركزي الحرير في وادي قنديل والهنادي و تجهيزهما بالمعدات الأولية اللازمة لعملية التربية و زراعة غراس التوت للحصول على الأوراق التي هي الغذاء الرئيسي لدودة القز ، مضيفاً أنه تم زراعة ٣ دونمات ب ٢٠٠٠ غرسة توت هندي و ياباني خلال العام الماضي و ١٠ دونمات ب ٤٠٠٠ غرسة العام الحالي و ذلك بهدف تأمين التغذية الكافية ليرقات دودة الحرير التي ستتم تربيتها لفترة بعد تفقيسها في المركز قبل تسليمها للمزارعين الراغبين بالتربية مجاناً و من ثم مساعدتهم في حل الشرانق وغزل الخيوط الحريرية مجاناً أيضاً بعد تركيب آلة صينية لهذه الغاية في مركز الحرير المحدث في تجمع الهنادي الزراعي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وبيّن خيربك أن الدعم المالي المقدم سيتجه لتنفيذ خطط و برامج تهدف لتحقيق إمكانية إقامة منشآت تخص حل الشرانق بالإضافة إلى منشآت تصنيع خيوط الحرير ، لافتاً إلى أن وزارة الزراعة تعمل على إحداث مركز متخصص تابع لدائرة الوقاية في المديرية لإنتاج بيوض الحرير تزامناً مع تأمين آلات حديثة لحل الشرانق و تخصيص مساحات إضافية لزراعة غراس التوت لضمان استمرار هذه التربية.
من جهته لفت الدكتور إياد محمد رئيس دائرة الوقاية في مديرية زراعة اللاذقية إلى أنه تم في هذا السياق تفقيس ٨٦،٥ علبة بيوض تحوي كل علبة ٢٠ ألف بيضة وتربيتها حتى العمر اليرقي الثالث ثم توزيعها على ٨٤ مربياً ممن توفرت لديهم شروط التربية من مكان مناسب يتألف من غرفة بمساحة ١٢متر مربع و توفر أشجار التوت اللازمة للتغذية و قد تم حتى الآن إنتاج ١٥٠٧ كغ من الشرانق علماً أنه تم منح مبلغ ٢٠٠٠ ليرة لكل كيلو شرانق منتجة من قبل المربين كدعم من الحكومة لهذا المشروع ، مضيفاً أنه تم منذ إطلاق المشروع إنتاج ١٢١،٥ علبة بيوض وزعت جميعها مجاناً و تتم حالياً عمليات تجهيز علب البيوض و حفظها في البرادات لتفقيسها في ربيع الحالي ليصار إلى توزيعها على المربين مجاناً ، منوهاً إلى أن المديرية أقامت عدة دورات تأهيلية للمربين حول آلية العناية باليرقات و تدريبهم على طريقة حل الشرانق ، كما تم توزيع ٤ دواليب حل على مناطق تواجد المربين في اللاذقية و دولاب لمحافظة طرطوس من صناعة خبرات كوادر الدائرة ، كما وتقوم هذه الكوادر بمتابعة واقع هذه التربية و العمل لدى المربين للتأكد من نجاحها و تنفيذها بشكل سليم و بالتالي استمرارها ، مؤكداً أن الآلة الصينية التي رفد بها مركز الحرير بالهنادي تنتج خيوطاً ذات سماكات قابلة للتصنيع وضعت بعد تأهيل الفنيين في المركز تحت تصرف المربين مجاناً .
مشروع رائد لاقى القبول لدى المربين في الساحل على أمل أن تتوسع آفاقه و الإمكانيات المقدمة لاستمراره و تحقيق الغاية المرجوة منه و إيجاد الآلية المناسبة لتسويق الخيوط الحريرية المنتجة ، والأمل الأكبر بإعادة إحياء تربية دودة القز من جديد وتعود أشجار التوت تظلل شرفات المنازل.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني