عندما لم يستح المركزي وطالبنا بـ "الكلمة الطيبة"

عندما لم يستح المركزي وطالبنا بـ "الكلمة الطيبة"

نشر المصرف المركزي على صفحته قبل ايام مناشدات تشبه حملة ترويجية لدعم الليرة السورية، وطالب المصرف المواطن بدعم ليرته بالكلمة الطيبة، بكلمة "طيبة" هكذا بكل بساطة يتوجه المصرف إلى عموم المواطنين لدعم الليرة، وزاد على ذلك مناشدتهم ترك مدخراتهم "كلها"بالليرة السورية بدلاً من الدولار،

لم يستح المصرف المركزي الذي هو أعلى سلطة نقدية في البلد، مطالبة المواطن بما لايملكه ولاقدرة له عليه، نحن نعرف والمصرف يعرف من جعل  الليرة سلعة رابحة للمضاربة ويعرف أكثر منا جميعاً من الذي يملك المدخرات من الليرة ويستبدلها الدولار،  وبدلاً من اتخاذ إجراءات سريعه وحاسمه ضد مافيات السوق السوداء، وهذا أمر باستطاعته فعله طالما لايملك مواجهة الضغوط الخارجية ومفاعيل الحصار الجائر، يلجأ لمناشدة المواطن المساعدة والابتعاد عن إغراءت الدولار .   

هل يستحي المصرف؟

هذا أبسط ما يمكن أن يقال بعد قراءءتنا لما نشره على صفحته الرسميه، وبعد قيامه بالقاء تحية الصباح على عموم المواطنبن مرفقة بمزيد من التفاؤل والأمل ومطالبتهم الاحتفاظ بمدخراتهم التي لا تأكلها النيران "بليرتهم" الوطنية والابتعاد عن المغرضين وأعداء الوطن،

 يبدو أن المصرف مازال بعيداً عمَّا يُحاك لليرة من مؤامرات، وإذا كان المصرف يعرف من هم اللذين يقفون وراء تراجع سعر صرف الليرة فلماذا يناشد  الناس دعم ليرتهم ولو بالكلمة الطيبة.   
المصرف يعد المواطنين بالطمأنينة والنوم بالعسل. مطالبا إياهم الاحتفاظ "بليراتهم" جميعها مؤكداً أن هناك خطوات تجري وإنجازات قادمة وتحريك لكتلة النقد بما يضمن ثبات سعر الصرف،  ويسارع كغيره من الجهات الحكومية  إلى طرح الشعارات ومطالبة المواطنين  بالصمود والتضحية وحب الوطن وعدم السماح للأعداء بتحقيق مالم يحققوه بالحرب.

ولكن لا المصرف ولا أحد أوضح لنا كيف تستطيع الكلمة الطيبة والشعارات الصباحية وقف تغوُّل كبار التجار والمضاربين والمتلاعبين بسعر الصرف الذي قفز في يومين مرتفعاً  ثلاثين ليرة؟
 ألا يعلم السيد الحاكم أن تذبذب سعر الصرف وعدم السيطرة عليه وتركه كالغزال الشارد يلعب على هواه يتحكّم بلقمة عيش المواطن ويدفعه إلى الجوع؟ وأنه كان من الأجدى المسارعة إلى وقف المضاربة التي يقوم بها كبار المضاربين و"المدخرون الحقيقيون لليرة" والذي يؤثرون على سعر الصرف ويتلاعبون به،  
 
نحن في الحقيقة لا نعلم لماذا يدافع الحاكم عن عدم ظهوره موحياً أن لا ضرورة للأمر، فشائعات ارتفاع الدولار مقابل الليرة لا يجب أن تدفعه للظهور، ولا نعرف متى عليه الظهور وشرح واقع الأمر وتوضيح ما خفي وهو أعظم.
وإذا لم يظهر اليوم ونحن نسمع أنَّ ليرتنا ستصل إلى رقم لم نعهده، فمتى سيتفضل بالظهور وما هو العيب في الظهور اليوم والناس والأسواق بأمس الحاجة لمن يقنعها أن تحتفظ بمدخراتها.!!

 غريب أن يُسارع بعض ومعظم المسؤولين بالوقوف، وفي كل مناسبة خلف الشعارات ويذهبون الى الكلام الكبير والمزاودة على المواطنين بالصمود وحب الوطن . وتناول مقدساتهم الوطنية التي حافظوا عليها بدمائهم و أصبح التذكير بها مزاودة سطحية وخفة في غير محلها، وبعد عن واقع الحال وتجاهل لصبر المواطنين اليومي. وهذا سلوك ينم عن جهل لمتاعب وصمود المواطنين.
عطفاً على ذلك فإن عموم الشعب السوري يجد في الأداء الحكومي حصاراً آخر لا يقل قسوة عن حصار الأعداء.
هذا الشعب الذي يجهد للبقاء على قيد الحياة لا تسعفه الحكومة ولو ببريق أمل ولا تبلّسم الأخف من جراحه ولا تبدو معنية أو عارفة بما وصلت إليه أحوال الرعية والعباد.
عندما كنت أقرأ أحياناً كلاماً لمعلّق أو محلل أو منتقد أو طفشان أو يائس أو محب، بأن الحكومة في وادٍ والشعب في وادٍ أبعد..

كنت أقول بيني وبين نفسي وأعلّل وأجد عذراً بأن البلد حكومة وشعباً في مركب واحد، وأنه ليس  
بالإمكان أحسن مما كان، وأنه لو كان هناك أي أمر ممكن لفعلته الحكومة، لأن هذا ما عليها أن تفعله.
  وهذا مبرر وجودها.
 لكن ما يغيظ وما يوصل إلى اليأس حقيقةـ أن تسمع تصريحاً من وزير أو مسؤول يزيد الألم ألماً ويزيد الجرح نزفاً.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر