٩٠ عاماً على اكتشاف مملكة أوغاريت الأثرية منبع الأبجدية
اللاذقية - ميساء رزق
يصادف اليوم الذكرى ٩٠ لاكتشاف مدينة أوغاريت التاريخية ، حيث شاءت الصدفة للفلاح محمود ملا و هو يحرث أرضه في قرية رأس شمرا أن ينغرس محراثه بحجر هو بالواقع سقف مدفن ولتخرج بعدها المملكة النائمة و المختبئة منذ عصور للنور مجدداً ، هذه المملكة التي يقدر عمرها بأكثر من ٦ آلاف عام ، أهدت العالم أبجديته وألحانه و ألوانه و حنطته . وفي هذه المناسبة وجب التذكير بمملكة كانت أصل الحكايات.. حكايات الجمال والحضارة والرقي و الفن.. مملكة بقصور وأبنية من طابقين وأكثر بهندسة متطورة حيث آبار المياه والحمامات و الطرقات و المعابد الرائعة المنظمة بشكل لافت ، أصل اسمها ( أغارو) و تعني الحقل باللغة الأكادية.. مملكة أدهشت كل من عمل في التنقيب عنها وكل من زارها ، علماً أن ما بقي تحت التراب أكثر بكثير مما تم إظهاره حتى الآن من مساحات واسعة ما زالت تنتظر أن تصحو من غفوتها و تفرش مكنوناتها للشمس . مملكة مدهشة بما أخرج من جنباتها من كنوز و لقى ذهبية و فضية و رقم تؤرخ عظمة الأوغاريتيين و حضارتهم.
يتباهى أغلبنا بسفره للسياحة و الاطلاع على حضارات و آثار البلدان الأخرى ، متناسين أنهم أحفاد أعظم حضارات الشعوب ، و السؤال هنا في ذكرى اكتشاف أوغاريت: هل زرتم هذه المملكة يوماً ؟
أجزم بأن جلّ جلّكم لم يزرها ، فماذا تنتظرون فقد فاتكم الكثير من الجمال و الجلال.