دمشق تختنق من رئتها  .. فهل  ترفع الـ 14 مليار الأذى عن بردى؟؟

دمشق تختنق من رئتها  .. فهل  ترفع الـ 14 مليار الأذى عن بردى؟؟

 

دمشق- المشهد من ريم غانم

بردى هو النهر الذي يعد رمزاً دمشقياً في كل أصقاع الأرض ولكل من يزور دمشق فهو يرتبط بذكريات الزمن الجميل، لكن الأمس ليس كاليوم ليصبح من يمر بجانبه بحاجة الى "كمامة" ليستطيع التنفس كما أصبح الكثير من سكان العاصمة من الذين يسكنون بجوار النهر أو يمرون بجانبه يشتكون من الروائح الكريهة الصادرة منه.

وبعد كثرة الشكاوي التي هددت سمعة النهر العريق حيث تحول أسمه عبر صفحات التواصل الاجتماعي الى نهر " إليط" أي  نهر روائح المجاري هذا عدا عن آثارها ونتائجها الصحية والبيئية، كثرت الأحاديث الإعلامية والرسمية والشعبية، عن محاولات عدة لرفع الأذى عن النهر وتخليصه من مأساته، وبأنه تم رصد الاعتمادات اللازمة  حيث تم صرف مبلغ "14 مليار" من أجل تنظيفه مع بعض الإضافات مثل: محطات المعالجة وغيرها.

جاء هذا الإعلان منذ عام تقريباً وعليه بدأت محافظة دمشق بتنظيف مجرى النهر الرئيسي وتفرعاته عبر عدد من المراحل على المستوى التنفيذي بشكل منفصل عن المبلغ الذي تم صرفه، للمجرى الرئيس من الشادروان لوردة مسار ومنطقة جسر الرئيس وصولاً لوزارة السياحة، ومجرى نهر تورا من الربوة للمالكي والروضة وصولاً إلى ساحة الميسات،  لكن واقع الحال في كثير من الجهات لايزال على حاله وكأنه لم تطله عمليات التنظيف المكلفة، ولاتزال الروائح الكريهة تخرش "أنوف" المارة والقاطنين في بيوتهم، ، وهؤلاء أكثر من يتساءلون عن المليارات التي رصدت وصرفت من أجل رفع الأذى كما قالو عن بردى و عنهم، ومن أجل عودة المجرى لبعض نقائه.

ولعل السؤال الأهم هو: هل ستستكمل المحافظة ووزارة الادارة المحلية عملها على تتمة مجرى النهر والفروع بالسوية نفسها التي عملت بها بالمراحل المنجزة حتى الآن؟

 

المحافظة توضح

للوقوف على واقع العمل المنجز في تنظيف النهر والمشاريع المزمع إنشائها لرفع الاذى عن بردى التقينا مدير الصيانة في محافظة دمشق المهندس جمال إبراهيم والذي أكد من خلال حديثه على التالي:

يتفرع نهر بردى داخل مدينة دمشق الى ستة افرع اساسية هي " يزيد – تورا – بردى- المزاوي- القنوات – بانياس"، لكن اضطرينا خلال الحرب التي تعرضت لها سورية الى إغلاق بعض المجاري وتحويل مجاري أخرى، لكن أطول فرع يمر عبر دمشق هو فرع تورا  والذي قمنا بقطع مجرى المياه عنه  حتى نجففه من المياه وتنظيفه بشكل كامل وجذري خاصة انه يمر من منطقة الربوة مرورا بحديقة تشرين الى جسر الرئيس وفكتوريا ويتفرع منه الى الروضة والمالكي والميسات وصولا الى شارع فارس خوري، وهذا العمل يتطلب جهداً كبيراً بدأنا فيه من 1-4 2018 ولازلنا نعمل ونتابع عمليات التنظيف  بالتعاون مع مديرية الموارد المائية في ريف دمشق، لكن نحن كمديرية صيانة يبدأ عملنا فقط من حدود بلدة قدسيا وهو مايجعل الجهد مضاعف كون كل الاوساخ التي تأتي من المناطق الأخرى تتجمع في أفرع النهر القادمة الى داخل دمشق.

وتابع ابراهيم أنه بالنسبة لمجرى نهر تورا هناك جهة لاتزال مقفلة  تريثنا بفتحها لرفع مصبات الصرف الصحي عنها، كما قمنا بإبلاغ جميع اصحاب المنشآت السياحية على طول خط النهر برفع مصبات الصرف الصحي حيث قام الجميع برفعها وإنشاء وحدات معالجة مياه صغيرة و تحويلها عن النهر، وكذلك الحال بالنسبة لمعظم المنازل لكن المشكلة تكمن في عدم قدرة جميع المنازل على طول خط النهر من رفع مصبات الصرف الصحي عن مجرى النهر وهو ما يتطلب وقتاً أكبر، وهو سبب بقاء بعض الروائح المزعجة الى الان، فيما تكمن المشكلة الأكبر في الروائح المزعجة للنهر بسبب وجود شبكة صرف صحي طولها حوالي 7700 كم  في ريف دمشق والتي تم تدمير معظمها خلال الاعتداءات الارهابية مؤخرا والتي جعلت مياه الصرف الصحي تسيل بشكل تلقائي الى النهر والتي لم يبدأ العمل عليها فهي بحاجة الى بعض الاجراءات الروتينية في ريف دمشق.

بعد أن ذهب الصيف وذهبت معه الروائح، كيف سينقذ قرار " الـ 14 مليار" سمعة نهر بردى حيث وجدت الكثير من الاوساط أملاً كبيراً في هذا القرار وأن لا يكون كغيره، تذهب المبالغ في مصبات الصرف الصحي وتبقى الروائح بانتظار قرارات جديدة، كما وجدت أطراف أخرى  أن تأتي متأخراً …. خير من أن لا تأتي.

وبشأن المبلغ الذي تم تخصيصه من قبل وزارة الإدارة المحلية والبيئة لرفع التلوث عن نهر بردى من المنبع إلى المصب والبالغ 14 مليار ليرة أوضحت المحافظة :

 أن تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي سيكون على مدار عامي 2018 و2019 ويسهم في تحسين الواقع المائي والبيئي لمحافظتي دمشق وريفها حيث سيتم إنشاء عدد من محطات المعالجة الأولى ستقام في منطقة جمرايا بكلفة 5ر6 مليارات ليرة والثانية تشمل استكمال تنفيذ محور الصرف الصحي من عين الخضرة حتى موقع المحطة بطول 7700 متر وكلفة 5ر1مليار ليرة، ويشمل المشروع ايضا استكمال تنفيذ محور الصرف الصحي ضمن النهر بدءا من منطقة التكية حتى كفر العواميد بطول 3780 مترا مع المصبات من هذه القرى بقيمة 500 مليون ليرة وإصلاح الخط المنفذ ضمن النهر في منطقة نبع الفيجة وحتى جسر عين الخضرة بطول 11300 متر الذي دمرته التنظيمات الإرهابية المسلحة بكلفة 200 مليون ليرة.

وبحسب المحافظة سيتم أيضا استكمال منظومة المعالجة في منطقتي قدسيا والهامة كونها تقع تحت منسوب الصرف الصحي ورفعها الى خط الصرف الرئيسي لمدينة دمشق وإنشاء محطة معالجة في موقع مناسب للاستفادة من المياه لرفد النهر بقيمة 4 مليارات ليرة إضافة إلى رفع مصبات الصرف الصحي المباشرة إلى المجرى من الأحياء المجاورة للنهر في مناطق دمر ووادي المشاريع وجبل الرز والمطاعم المنتشرة على ضفتي النهر في دمر والربوة بقيمة 300 مليون ليرة.

                                                                                                                       

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر