باحث اقتصادي : معالجة التضخم في سوريا لن تحصل بشكل تلقائي

باحث اقتصادي : معالجة التضخم في سوريا لن تحصل بشكل تلقائي

قال الباحث الاقتصادي إيهاب اسمندر لصحيفة الثورة أن التضخم التراكمي بلغ بين عامي 2011 و2024 حوالي 16 ألف بالمئة، وهو رقم يعكس انهياراً شبه كامل في القيمة الحقيقية لليرة السورية.

وتتمثل الأسباب الداخلية للتضخم بالتراجع الكبير في الإنتاج المحلي، وانخفاض الصادرات إلى ما يقارب 6 بالمئة فقط، عما كانت عليه في العام 2011، إضافة إلى تراجع السياحة إلى أقل من عشرين بالمئة عن مستواها في عام المقارنة، وارتفاع العجز في الميزان التجاري من ستة إلى خمسة وثلاثين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن غياب السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية الصحيحة، ساهم بدور كبير في التضخم.

أما العوامل الخارجية للتضخم، فجاءت -حسب اسمندر- بسبب العقوبات الاقتصادية التي رفعت تكاليف الشحن والتحويلات المالية، والأزمة المالية في لبنان عام 2019 التي أدت إلى فرض قيود مصرفية صارمة على الحصول على الدولار، إلى جانب الاحتلال الأميركي لحقول النفط والقمح السورية، ما حرم الاقتصاد من موارد استراتيجية.

وأضاف اسمندر: تجلت آثار التضخم في تآكل شديد بالقوة الشرائية لليرة السورية، ففي العام 2022، ارتفعت تكلفة المعيشة بنسبة تقارب مئة بالمئة، وأصبح الحد الأدنى للأجور لا يغطي سوى خُمس سلة الغذاء، كما تفاقمت معدلات الفقر، حيث كان يعيش أكثر من تسعين بالمئة من السكان تحت خط الفقر، ونتيجة لذلك بدأت أسر سورية تُخرج أولادها من المدارس لتشغيلهم في سوق العمل، ما أدى إلى وجود أكثر من مليوني طفل سوري خارج المدارس.

و يرى اسمندر أن معالجة التضخم في سوريا لن تحصل بشكل تلقائي، وأي تحسن لن يكون مستداماً ما لم يُبنَ على أسس اقتصادية سليمة، لذلك ينبغي على أصحاب القرار وضع آلية علمية واضحة للتخلص من هذا المرض الخطير، وإعادة بناء الاقتصاد السوري على أسس متينة، تضمن الاستقرار الحقيقي لا الوهمي.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني