كيف سيواجه المواطنون فصل الشتاء
يواجه السوريون صعوبات متزايدة مع اقتراب فصل الشتاء، فبعد أن تم تخفيض مخصصات الأسرة السورية من المشتقات النفطية المدعومة من غاز ومازوت وندرة هذه المواد رغم توفرها في السوق السوداء بأسعار تزيد عن 15 ألف ليرة سورية للتر المازوت الواحد، و300 ألف لأسطوانة الغاز، وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي شبه الدائم، بدأ بعض المواطنين السوريين البحث عن حلول منذ عدة سنوات .
بداية عمدت العائلات في الارياف ومن ثم تحت الضغط بدأت اغلب المدن والبلدات بتتبعها على استعادة عاداتهم القديمة باستخدام الحطب أو أية أشياء قابلة للاشتعال كمصدر للتدفئة ولم تقتصر ظاهرة الاحتطاب على تغطية بعض الحاجات الأسرية على المستوى الفردي، بل باتت ظاهرة منتشرة بشكل واسع في كل المحافظات السورية، ووصلت إلى التعدي على الممتلكات الخاصة والبساتين، وعلى الأشجار المزروعة في الحدائق العامة.
ولكن مع امتداد الازمة وتطورها التدريجي ارتفع سعر طن الحطب بشكل كبير جاوز في بعض المناطق عتبة المليون ونصف مليون ليرة سورية وهكذا خرج الحطب من اعتباره مصدراً للدفء بالنسبة للغالبية المفقرة بسبب ارتفاع تكاليفه، ليتم احتكار دفئه من قبل القلة الثرية.
ولم يقتصر الامر عند هذا الحد حيث بدأت إزالة للأشجار باستخدام آليات ومعدات ومناشير حديثة، لتقوم بقطع ونقل الأخشاب يومياً ، لتذهب تلك الأخشاب المحطبة بعد ذلك للأسواق كي تباع للمواطنين المضطرين والمحتاجين لوسائل التدفئة البديلة المتاحة.
اليوم ما فاقم الامور سوءاً هو قلة مصادر الطاقة (غاز- كهرباء-…) وارتفاع أسعارها بشكل كبير حيث برزت ظاهرة الاعتماد على الأخشاب والأشجار الحراجية بديلاً عن المحروقات لسد الاحتياجات المنزلية المختلفة (تدفئة– طهي-..) ما زاد من وتيرة التعدي على الغابات والحراج وخلق صعوبات كبيرة في أعمال حمايتها، وزاد من صعوبة ذلك ظهور مجموعة من الأشخاص امتهنت التعدي على الحراج وتهريب الأخشاب والأحطاب الحراجية. والحرائق المتواصلة في هذه الايام خير شاهد على ما يحدث.
إذا أردنا ان نقوم بعملية حسابية بسيطة فإنّ أيام البرد القارس خلال فصل الشتاء تبلغ حوالي 100 يوم، فإذا كان الخيار هو الاعتماد على المازوت للتدفئة فإن المواطن يحتاج وسطياً 4 ليتر يومياً، أي 400 ليتراً خلال هذه الايام، يحصل منها على 50 ليتراً بالسعر المدعوم، ويحتاج لتأمين 350 ليتراً بالحد الأدنى عبر السوق السوداء وبسعرها، أي بتكلفة تتجاوز الـ 6 ملايين ليرة، بحال كان الليتر بسعر 15 ألف ليرة.
الخيار الثاني هو اللجوء للحطب للتدفئة وهنا يحتاج المواطن وسطياً15كغ يومياً، أي بكمية 1,5طن خلال أيام البرد، وسعر الحطب وسطياً هو 2 مليون ليرة/طن.
وبناءً على ذلك، فإنّ استخدام الحطب للتدفئة على الرغم من تكلفته المرتفعة هو أقل تكلفة من المازوت، وأكثر دفئاً منه، ومع ذلك فإن هذا وذاك من وسائل التدفئة (مازوت-حطب) هي خارج إمكانات الغالبية السكانية في ظل ظروفها المعيشية الصعبة ودخلها المحدود،
اليوم لنكن واقعيين اكثر من 90 بالمائة من السكان غير قادرين على استخدام المازوت وحتى الحطب والحكومة غير قادرة على توفير المازوت والحطب ولا حتى زيادة التغذية الكهربائية ضمن الظروف الحالية؟؟؟؟
اليوم ضمن قلة المتاح هناك خيار يحتاج بعض التطوير وهو المدافئ العاملة على التمز او بقايا الزيتون ولكن الخيار يحتاج للتطوير بشقيه المادي والتكنلوجي.
الفكرة الاولى جعل المدفأة بمتناول الاسرة السورية عبر تقديمها بقروض طويلة الاجل مع اجراء تعديل يسمح باستخدامها لأغراض الطهي وإقامة معامل مختصة لتصنيع الوقود سواء من الزيتون او اية مواد اخرى.
الفكرة الثانية تكمن بدراسة استخدامها من الناحية الصحية لجهة الانبعاثات وغيرها وإجراء اية تعديلات يمكن ان تزيل أي ضرر ناجم عنها.
حاليا قد تكون فكرة التدفئة على البقايا هي الخيار الامثل لسواد الاسر السورية مع تخفيض تكاليف التجهيزات وهنا يأتي الدور الحكومي وقد تكون للخطوة اثار ايجابية في تخفيف استهلاك الغاز للطهي واية ميزات يمكن استخدامها مستقبلا.