حتمية التخطيط الاستراتيجي للقطاع الزراعي

حتمية التخطيط الاستراتيجي للقطاع الزراعي

القطاع الزراعي يلعب دوراً مهماً في تنمية قطاعات الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاستراتيجيات الاقتصادية والتي تتمثل بوضع الخطط للتكثيف الزراعي، ووضع خطط التنمية الزراعية.
قبل وضع الخطط الزراعية وإعدادها بشكل نهائي، يجب أن تستكمل العناصر في وقت واحد، والعناصر تتكون من أربعة عناصر أساسية: الأهداف- الوسائل- المؤشرات- القرارات التنفيذية.
وبالنسبة للأهداف تكون اجتماعية لتحسين المستوى المعيشي، وسياسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي، واقتصادية للمساهمة في زيادة دخل القطاع الزراعي.
اليوم ما نتحدث عنه يحمل دلالة مزدوجة اقتصادية وسياسية من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير فوائض تدر على الخزينة عملة صعبة .
هنا تطفو على السطح عدة اسئلة
هل التحول نحو زراعة الموز يحقق جدوى اقتصادية؟
هل يتم توزيع المحاصيل بشكل مدروس يحقق اهداف التخطيط الزراعي؟
على المدى القصير قد تحقق عملية التحول الى زراعة الموز فوائد عديدة للمزارعين دون القطاع الزراعي فهي تخلق دخل مقبول وجيد بجهد وكلف منخفضة مقارنة مع البندورة مثلا. ولكن على المدى الطويل ومع استمرار تحول المزارعين الى الموز سيصبح هناك فوائض تخفض العائدية لعدم امكانية التصدير بسبب صعوبة المنافسة مع الموز الصومالي مثلا من ناحية السعر والجودة . وبالتالي المحصول لا يحقق أي هدف من اهداف التخطيط الاقتصادي باستثناء تلبية حاجة السوق من سلعة لا تعتبر اساسية ضمن أي مقياس.
زراعة التبغ ايضا تم التحول اليها بشكل واسع وتعتبر زراعة التبغ واحدة من الزراعات القديمة جداً في الساحل السوري التي تعود إلى مئات السنين، وتشكل حالياً محصولاً استراتيجياً رئيسياً يعتمد عليه أهالي المنطقة كمصدر أساسي للدخل، إلا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج وتحديد الأسعار أقل من القيمة السوقية حرم مزارعي هذا المحصول من تحقيق الأرباح التي تحقق اكتفاء ذاتيا لهم.
ومؤخرا صدر المرسوم التشريعي رقم (16) لعام 2024 الذي يجيز للقطاع الخاص الاستثمار في صناعة التبغ وشراءه بهدف تصنيعه وتسويقه مصنعاً.
المرسوم يهدف إلى "فتح الباب أمام القطاع الخاص للدخول في استثمار التبغ بشكل محوكم ومدروس ومخطط، نظراً لما يمتلكه هذا القطاع من مرونة وخبرة تساعد في تجاوز بعض المعوقات التي تؤثر على استثمار هذه الصناعة من خلال القطاع العام الاقتصادي". وبالتالي سيحقق "فائدة للمزارعين كما يحقق تطويراً لهذه الصناعة عبر خلق بيئة تنافسية محوكمة في عمليات الشراء والتصنيع والتسويق"، وفق وصفها.
اليوم الحكومة يجب ان تضع خطة متكاملة اعتمادا على عدة مؤشرات ابرزها :الحاجة الغذائية للمحصول والحاجة الصناعية وإمكانية التصدير وعلى ضوء هذه الخطة يتم وضع دليل استرشادي بالمزروعات المرغوبة لكل منطقة والمواصفات ومن ثم ربط التسهيلات المالية والمستلزمات الزراعية المقدمة من المصارف الزراعية وغيرها من التسهيلات الاخرى بمدى التزام المزارعين بالدليل الاسترشادي لأن العشوائية التي يتم بها العمل حاليا ستقود إلى مشاكل كارثية خلال السنوات القادمة فمن الممكن ان يتضاعف سعر بعض المحاصيل الاساسية عدة مرات بالقيمة الحالية مما يؤثر على موضوع الاكتفاء الذاتي وتحقيق الامن الغذائي. 

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني