لعبة “فيفا” تواصل تحوّلها بنسخة جديدة مطوّرة بالذكاء الاصطناعي
تأمل شركة “إلكترونيك آرتس” الأمريكية لألعاب الفيديو في إنعاش لعبة محاكاة كرة القدم الشهيرة التي تنتجها، بعدما ترافق تغيير اسمها الأساسي “فيفا” إلى “إي إيه سبورتس إف سي” (EA Sports FC) مع تراجع مبيعاتها، إذ تسعى إلى جذب اللاعبين بنسختها الجديدة التي تطلقها في 27 أيلول/ سبتمبر الجاري، وتتميز بصيغة تعاونية غير مسبوقة بفضل الذكاء الاصطناعي.
وتتمثل الميزة الرئيسية الجديدة في وضعية “راش” التي تتيح للمستخدم اللعب كعضو واحد في الفريق خلال مباريات تضم فيها تشكيلة كل فريق خمسة لاعبين، مع التركيز على اللعب بين الأصدقاء، بهدف “إيجاد شيء جديد ومنعش”، على ما يوضح لوكالة فرانس برس المسؤول عن التطوير سام ريفيرا، علما أن السلسلة تجد صعوبة أحيانا في التجديد.
ولوضع نماذج لمختلف لاعبي كرة القدم البالغ عددهم نحو 19 ألفا، استخدم فريق التطوير الذي يضم أكثر من ألف عضو، الذكاء الاصطناعي لإعادة ابتكار وجوه اللاعبين غير المشهورين كثيرا.
وقال سام ريفيرا “لقد قمنا بعملية مسح لرؤوس آلاف اللاعبين، ولكن ليس جميعهم”، من خلال عملية معقدة تتطلب التقاط صور لهم واحدا تلو الآخر.
وبفضل هذه التكنولوجيا الجديدة التي تتيح إعادة تشكيل الوجه من صورة بسيطة، يصبح لاعبو كرة القدم الذين يلعبون في درجات أدنى “أكثر واقعية”، على قوله.
جانب شبابي
وتتيح ميزة مصممة لمنصات التواصل الاجتماعي، مشاركة أبرز أحداث المباراة، ويفترض أن يكون للخيارات التكتيكية تأثير أكبر على أرض الملعب.
ويرحب ماريك بياسيكي، وهو شاب بريطاني فرنسي يبلغ 26 عاما يمارس سلسلة الالعاب منذ فترة طويلة، بهذا التحديث في اللعبة التي “تميل بالنسبة إليه إلى تفضيل الأعمال الفردية بدل اللعب الجماعي”.
ويشكل هذا التحديث محاولة لإضفاء جانب شبابي على السلسلة المبتكرة من “إلكترونيك آرتس”، الرائدة بلا منازع في هذا النوع من الألعاب والتي احتفلت بالذكرى الثلاثين لتأسيسها عام 2023. ويعود هذا النجاح خصوصا إلى التراخيص التي حصلت عليها (الأسماء الحقيقية للاعبي كرة القدم والفرق والملاعب والبطولات…) وإلى قاعدة معجبين أوفياء للسلسلة، إذ استثمر نحو 11 مليون لاعب في العالم بالنسخة السابق خلال أسبوع طرحها.
لكن عام 2023 شهد أيضا نهاية تعاون بين “إي ايه” والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بسبب المتطلبات المالية التي اعتبرتها الهيئة الرياضية مرتفعة جدا.
وقرر قادة الشركة الناشرة الأمريكية فضّ الشراكة وتغيير اسم اللعبة، رغم أنها حققت مبيعات تزيد عن 20 مليار دولار منذ ابتكارها، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
إلا أنّ “اي ايه” أبقت عن اتفاقياتها مع كل الدوريات والاتحادات الأخرى، وهو ما يتيح لها اقتراح 30 بطولة و700 فريق رسمي على اللاعبين.
وتعيد اللعبة ابتكار أكثر من 120 ملعبا من مختلف أنحاء العالم، مع إضافة ملعب بولار لنادي لانس، في هذه النسخة.
“جدل”
وكان لتغيير اسم اللعبة آثار سلبية، ففي فرنسا تصدرت “إي إيه سبورتس إف سي 24” المبيعات عام 2023 مع بيع 1,48 مليون نسخة، لكنّ ما حققته هذه اللعبة كان أقل من أرقام سابقتيها “فيفا 23″ (1,75 مليون نسخة) و”فيفا 22” ( 1,6 مليون نسخة).
وقالت مديرة منتجات الوسائط المتعددة في شركة التوزيع “فناك دارتي” شارلوت ماسيكو “أعتقد أن محبي السلسلة فهموا جيدا أن الاسم قد تغير، عكس مَن لا يمارس اللعبة بشكل كبير”.
لكنها توقعت عاما جيدا مع اتجاه “تصاعدي” في الطلبات المسبقة، مشيرة إلى أن النتائج تقترب مما حققته “فيفا 23”.
وفي العام الماضي، أثارت إمكانية جمع لاعبين ولاعبات للمرة الأولى على الملعب الافتراضي نفسه في وضعية “ألتيمت تيم” التي تحظى بشعبية كبيرة، ردود فعل عبر منصات التواصل الاجتماعي وأطلقت جدلا.
وقال ماريك بياسيكي “أعجبتني الفكرة”، مضيفا “ان سبب ممارستي لعبة فيفا هو لأنها تحاكي، لكن في الواقع، ولسوء الحظ، ليست الفرق مختلطة، لذا يكون الأمر غريبا بعض الشيء”.
وقال سام ريفيرا إنّ “هدفنا يتمثل في تطوير كرة القدم النسائية”، مشيرا إلى أنها ستكون حاضرة أكثر في “إي إيه سبورتس إف سي 25”.
(أ ف ب)