عند الامتحان لا يكرم طالِبُنا بل يُهان.. الإغماء والانهيار العصبي يرافق الطلاب بمادة الرياضيات
لم تتوقف أصوات سيارات الإسعاف صباح اليوم وهي تجوب طرقات المدن السورية بالعموم من المراكز الامتحانية للمشافي، حالات انهيار عصبي وإغماءات كثيرة شهدتها أغلب القاعات الامتحانية لطلاب الشهادة الثانوية بالفرع العلمي عند استلامهم ورقة أسئلة مادة الرياضيات، طلاب بجميع المستويات والفروقات الفردية أجمعوا على صعوبة الأسئلة وتغيير نمطها المعتاد ليفاجؤوا أنها إجبارية بالمجمل.
نحن هنا لا نناقش طريقة اختيار ووضع الأسئلة ومدى جدارة وقدرة واضعي تلك الأسئلة ولا حتى أسلوب الطرح والانتقاء، بل دعونا نسأل عن الإنسانية التي يجب أن تتوفر بمن حمل مسؤولية امتحان جيل بكامله، وبهذا الامتحان يتقرر مستقبله الذي سيُفرض عليه بدورة امتحانية هي الأخيرة بالنموذج التقليدي المعتاد لعقود خلت؟
مشاهد تتقطع لها القلوب لطلاب درسوا عاماً ونيّف ليكونوا بين براثن مصاصي جهد وتعب، وسارقي أمل ومستقبل. واللافت كان بمشاهد اليوم هو انهيار وقهر الأهل أيضاً على أنفسهم فأغلبهم عانى الكثير لتأمين حسن سير دراسة أولاده ودروسه الخصوصية في ظل انتشار هذه البدعة التي أفقدت المدرسة غايتها الأساسية، -وهنا أيضاً لن نخوض بهذا المجال( الدروس الخصوصية) بالوقت الراهن ونحن بمنتصف الامتحان-.
آمال وأحلام كثيرة لآلاف الطلاب ذرتها رياح القسوة والتفنن باختبار الطالب المعجون من لحم ودم ومشاعر، ليُجلد بأسئلة ونماذج للتجريب والتكهن بأن: هل سيقدر أم سيفشل؟
ما هكذا تورد الإبل فالعقاب لاكتشاف الغشاش لا يكون جماعياً ويذهب الطالب المجتهد بجناية الطالب المقتدر، نحن بالمجمل مع قمع الغش الامتحاني وإعادة الوسام للطالب المتفوق، ولكن بإنسانية، مع التأكيد والإصرار على ضرورة إيجاد صيغة فاعلة لإدارة العملية الامتحانية بطريقة تؤمّن العدل لكل طالب بما درس.
تعقيب بعد استدراك: رداً على ما شهدناه من مناظر وحوادث مؤسفة للطلاب أكدت وزارة التربية عبر مكتب التوجيه الأول لمادة الرياضيات بأن أسئلة المادة جاءت متدرجة لتناسب جميع مستويات الطلاب والفروق الفرديةبينهم، وأن مناقشة السلالم تنطلق من قبول جميع الإجابات الصحيحة، مع بعض المراعاة والمرونة في شروط التصحيح.
تعقيب على التعقيب: كان الأجدى لحظ الهفوات والثغرات والأخطاء قبل الامتحان، ونعود لنكرر: بعض الإنسانية بإدارة الامتحانات، فطلابنا يجب أن يكرموا لا أن يهانوا عند امتحانهم.