عن "البصل" والعقل الاقتصادي الحكومي المعطل!

عن "البصل" والعقل الاقتصادي الحكومي المعطل!

استيراد ألفي طن من البصل قد لا يعني شيئاً لبلد يستهلك أكثر من 50 ألف طن سنوياً، لكن السؤال المشكلة هو كيف وصلنا لاستيراد البصل؟!، هذا المحصول الذي بقي لعقود سابقة مضرباً للمثل في الوفرة ورخص الثمن!.

قبل الإجابة عن هذا السؤال، علينا أن نعترف أن الزراعة لم تعد بخير ومنذ عدة سنوات يتلقى هذا القطاع الصفعة تلو الأخرى..

الآن.. كيف وصلنا إلى استيراد البصل؟.. الجواب طبعاً يحتاج إلى قليل من البحث في العقل الاقتصادي الحكومي، كيف يفكر؟، كيف يخطط؟، وكيف ينفذ؟.
قبل أشهر من الآن وفي ذروة أزمة المحروقات التي عصفت بالبلاد، خرج وزير التجارة الدكتور عمرو سالم في تصريح (أعتقد أنه كان الأكثر شفافية لجهة أنه يعري العقل الحكومي الاقتصادي)، يقول سالم: إن "الحكومة ليست عاجزة عن تأمين النفط بطرق مختلفة، لكن تأمينه بالقطع الأجنبي والدفع النقدي عبء ثقيل على القطع، لا يمكن القبول به، وبأثره على الليرة السورية".. انتهى الاقتباس.

ببساطة هذا ما أوصلنا إلى استيراد البصل، ذلك العقل الحكومي الذي يمعن في ترحيل المشكلات ومدوارتها بين قطاع وآخر بدلاً من حلها!

الواضح من ذلك التصريح هو أن الحكومة التي لم تكن تغامر في توفير المحروقات تجنباً للضغط على سعر القطع وفق التصريح آنف الذكر، لم يخطر في بالها أنها ستخسر منتجات كثيرة وعلى رأسها المنتجات الزراعية وستضطر إلى استيرادها بالقطع الأجنبي، وبالتالي الضغط مجدداً على سعر الصرف، ببساطة هذا ما أوصلنا إلى استيراد البصل، ذلك العقل الحكومي الذي يمعن في ترحيل المشكلات ومدوارتها بين قطاع وآخر بدلاً من حلها!.

طبعاً من السهل على الحكومة اختلاق تبريرات لفشلها في إدارة أي قطاع من القطاعات، وشماعة التجار والمحتكرين لا تقل أهمية عن شماعة العقوبات الخارجية، لذلك نجد أن وزارة الزراعة ذهبت في بيان لها منذ نحو اسبوعين باتجاه تحميل أزمة البصل للتجار الذين لم يتمكنوا من تصدير فائض إنتاج العام 2021 من البصل ما عرض المزارعين للخسائر، الذين بدورهم "المزارعون" عزفوا عن زراعة البصل فتقلصت المساحات وانخفض الانتاج إلى 42 ألف طن، ثم عاد التجار لاستغلال انخفاض المعروض في السوق من المادة ورفعوا الاسعار!.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني