الانتحار: رسائل خفية يغلفها فقد المعنى!

الانتحار: رسائل خفية يغلفها فقد المعنى!

ولاء شرقاوي | المشهد

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة مع خبر انتحار طالب الماجستير في كلية العلوم السياسية بدمشق بإلقاء نفسه من الطابق الخامس يوم أمس الثلاثاء، وأرجع اغلب المعلقين والمتفاعلين دوافع الشاب المنتحر للظروف الصعبة التي تعانيها مختلف شرائح الشعب السوري حالياً.


رأي الطب النفسي:   


وعلى الرغم من أن نحو 90% من حالات الانتحار سببها اضطراب نفسي خاصة لدى من يعانون من الاكتئاب والذين تصل نسبة من يحاولون الانتحار بينهم الى 15%، الا انه ليس بالضرورة كل من أقدم على الانتحار هو مريض نفسي وليس كل مريض نفسي سيقدم على الانتحار بحسب حديث الدكتور تيسر حسون الاستشاري بالطب النفسي للمشهد، فهناك أسباب عدة قد تؤدي الى هذه النتيجة منها الاصابة بكرب انفعالي شديد مثل ان تبلغ شخصاً بخبر يشكل صدمة لديه ولا يستطيع التأقلم معها بسرعة، والألم المزمن كالإصابة ببعض الامراض المعندة التي لا علاج لها، وكذلك ما يعرف بعقدة ذنب الناجي كوقوع حادث يؤدي لوفاة عائلة كاملة ما عدا واحد منها هو المعني، وفي مجتمعنا هناك أسباب أخرى تلعب دوراً مهماً كانسداد الأفق وغياب المعنى والاغتراب النفسي.


وفيما يتعلق بالعوامل الوراثية والفروقات بين الجنسين وتدخلها بالانتحار أشار الدكتور حسون الى ان بعض العائلات تظهر لديها حالات انتحار أكبر من غيرها نتيجة نقص هرمون السيرتونين عندهم، موضحاً أن نسبة المحاولة لدى الذكور أقل منها لدى النساء، لكن الوفاة بينهم أعلى كونهم يستخدمون أساليب أكثر عنفاً مثل الشنق او الطلق الناري او السقوط من شاهق بينما النساء غالباً ما يلجأن الى تناول الدواء أو السم.


الإحصاءات بين العالمي والمحلي: 


عالمياً يموت شخص كل 40 ثانية انتحاراً بحسب منظمة الصحة العالمية، وفيما كانت الأرقام سابقاً تشير الى كبار السن الذين يعيشون لوحدهم، لاسيما في الغرب كون النمط الأسري السائد هو الأسرة النووية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظاهرة "العش الفارغ"، أصبح الانتحار اليوم يطال فئة الشباب والأطفال.


محلياً اشارت اخر الإحصاءات حسب تصريحات صحفية لمدير الهيئة العامة للطبابة الشرعية في سورية الدكتور زاهر حجو الى ان إجمالي حالات الانتحار في سورية بلغ العام الماضي ١٧٥ حالة، منها ١٣٣ من الذكور و٤٢ من الإناث، بمعدل زيادة وصل الى نسبة ٥% مقارنة بالأعوام السابقة، واحتل الشنق المرتبة الأولى، بـ٩٣ حالة انتحار، يليها الانتحار بالطلق الناري بعدد حالات بلغ ٤١ حالة، وبعدها يأتي السقوط من مكان شاهق بـ١٩ حالة، ومن ثم التسمم الذي بلغ ١٣ حالة، وكانت تصدرت محافظة حلب بعدد حالات الانتحار التي وصلت إلى ٣٥ حالة، بينما كان أقلها في القنيطرة التي سجلت حالة انتحار واحدة فقط، بينما لم تسجل الحسكة أي حالة انتحار.


سبل الوقاية:


ظاهرة الانتحار التي تنجم من عوامل عدة متشابكة منها الفقر والمشاكل الأسرية، يكون التدخل فيها والعمل على الوقاية من نتائجها حسب الاستشاري بالطب النفسي الدكتور تيسير حسون بإيجاد مقاربة للمشكلات وحلها وكشف الاضطرابات النفسية مبكراً، مشيراً الى أن معظم الأشخاص الذين يحاولون الانتحار يرسلون رسائل لمساعدتهم ولو بطريقة غير مباشرة وتكرار هذه الرسائل يجب ان تلفت الانتباه.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر