الأسواق السوداء تتجه للسيطرة على الاقتصاديات العالمية

الأسواق السوداء تتجه للسيطرة على الاقتصاديات العالمية

يرجع نشوء الاسواق السوداء إلى مجموعة من العوامل اغلبها مرتبط بحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والامني والسياسي لبلد ما. وتشكل ظاهرة الاسواق السوداء احد اهم التحديات التي تواجهها البلدان النامية والبلدان التي يتوسع دور الدولة التدخلي فيها , إضافة إلى البلدان التي تمر بحروب وكوارث واضطرابات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتعتبر تلك الاسواق بيئة خصبة للطبقات الطفيلية التي تنمو على نتائج الحروب

واهم الاسباب بالدرجة الاولى التسعيرة الجبرية التي تعد هي الصورة التقليدية التاريخية من صور السوق السوداء، وهى المعنى الضيق لمفهوم السوق السوداء. حيث تعرف السوق السوداء بأنها سوق خفية Invisible Market، تباع فيها السلعة، بسعر أعلى من السعر القانوني المحدد لها بواسطة السلطة الحكومية، وتنشأ بسبب تدخل الحكومة في سياسات التسعير. كما تنشأ السوق السوداء نتيجة الالتفاف حول الاعتبارات غير الاقتصادية. وتهدف السوق السوداء إلى منع تأثير فائض الطلب على السعر.

أيضاً من الأسباب الجوهرية لنشوء الاسواق السوداء الدخول الخفية الناتجة عن أعمال غير رسمية فهناك أسباب عديدة تؤدي بالكثير من الموظفين العاملين بالحكومة، إلى الحصول على دخول خفية، بممارستهم أعمالاً لحسابهم الخاص، سواء بالتغيب عن أعمالهم الرسمية، أو خلال أعمالهم الرسمية، منها انخفاض مستوى المعيشة، ومواجهة أعباء التضخم، وعدم القدرة على الهجرة للخارج، والاضطرار إلى ممارسة أعمال خفية, والسرقة من الجهات الحكومية، التي يعملون بها، وشركات القطاع العام.و الاختلاسات.و الرشاوى الحكومية، وخاصة التوريدات الحكومية.

ولقد غزت "النشاطات السوداء" كل النشاطات الاقتصادية، منها النشاطات الحرفية، وتجارة التجزئة، والنقل، وخدمات الأعمال، والخدمات المهنية والشخصية.

اليوم ومع تصاعد حدة الازمة الاوكرانية والعقوبات المضادة بدأت الاسواق السوداء منحى تصاعديا لكافة السلع والخدمات للالتفاف على العقوبات وهذا يبشر باقتصاد اسود نتيجة زيادة تكلفة السلع والخدمات، والمشروعات، والتعاقدات، والتوريدات. وطرح هذه السلع والخدمات، بأقل من المواصفات القياسية لها، وكذلك انخفاض مستوى الصيانة والضمان.والاموال المتأتية غالباً ما تدور أموالهم في عمليات غسيل الأموال.

إن عدم مكافحة الاسواق السوداء خاصة بعد التوسع الكبير لها نتيجة الازمات العالمية وسياسات العقوبات والحصار سيقود إلى تحول الاقتصاد العالمي من نظام رأسمالي منظم إلى نظام اقتصادي اسود جارف وهنا يكمن الخطر فالنظام الرأسمالي بالرغم من كل مساوئه لكنه حافظ على الاستقرار وأرسى قواعد تحكم التعامل الدولي والمحلي لكن النظام الجديد سيقود من رحلة حكم الشركات متعددة الجنسيات إلى مرحلة حكم المافيات العالمية والتي غالبا تبدأ مع الفوضى وتنتهي بما لا يحمد عقباه واقله الحروب والصراعات والمجاعات والاخطر من هذا كله هو الخروج عن السيطرة فضمن النظام الرأسمالي تبقى هناك قوانين طبيعية تحكم تطوره أما النظام الجديد فالفوضى وسياسة الغابة هي من يحكم تطوره:
   
هل الدول أو الحكومات العميقة تريد عمدا التحول إلى هذا النظام ؟ وإن كان كذلك ماهي أهدافها؟
أم ان العالم بدأ يخرج عن السيطرة ؟ وإن كان كذلك فإلى أين تتجه البشرية؟

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني