بعد تسونامي.. الرمال تغطي نصف منازل كولوب الصومالية

بعد تسونامي.. الرمال تغطي نصف منازل كولوب الصومالية

تعيش بلدة كولوب الصومالية على وقع تحديات بيئية عصية أفقدتها بريقها نتيجة تطرف المناخ، حيث وقعت بين فكي كماشة رياح عاتية تسببت في موجة تسونامي عام 2015، وزحف الكثبان الرملية عليها خلال السنوات العشر الماضية.
وتقع كولوب، على الساحل الشرقي لولاية بونتلاند (شمال شرق)، ذات الحكم الذاتي الواسع، والمطلة على المحيط الهندي وبحر العرب.
ولا يتجاوز عدد العائلات التي فضلت البقاء في كولوب 50 أسرة فقط، تواجه مصيرا مجهولا، حيث غطت الكثبان الرملية نصف منازلها، بينما ينتظر النصف الآخر نفس المصير، وسط عجز السكان عن وقف زحف الرمال.
واشتهرت كولوب، باعتبارها إحدى المحطات التي كان القراصنة يحتجزون، قبالة ساحلها، السفن التجارية المختطفة في عرض البحر، للحصول على فدية مالية مقابل الإفراج عنها وعن البحارة، بحسب شهادات السكان.
ويتهم سكان كولوب المسؤولين المحليين بإهمال البلدة، وتجاهل دعواتهم لإيجاد حلول لوقف زحف الكثبان الرملية حتى لا تبتلع ذكرياتهم وممتلكاتهم.

 

كانت تنبض بالحياة

كولوب، كانت منطقة ساحلية تنبض بالحياة في كل زاوية من أرجائها، وسواحلها الغنية بالأسماك ساهمت في انتشار الصيد، كما اعتمد سكانها على حرفة الرعي نظرا للأراضي السهلة والوديان التي تحيط بها.
يقول محمود محمد كارشي، نائب عمدة كولوب، البلدة كان لها تاريخ طويل، وتجمع بين الثقافة البدوية والحضرية، كما تشكل نقطة التقاء بين السكان القرويين والحضريين.
وأشار كارشي، إلى أن كولوب، رغم قلة عدد سكانها، فإنها كانت في توسع ملحوظ من حيث البنية التحتية، قبل نحو 10 سنوات، أي قبل أن تضربها موجة تسونامي، وتدمر نصف منازلها.
ولفت إلى أن البلدة كان لها طابع سياحي، حيث كانت تستقبل الزوار من المدن والمناطق المختلفة في بونتلاند، في أيام العطلة الأسبوعية والأعياد، بسبب هدوئها وتاريخها الطويل.

منازل ابتلعتها الرمال

على وقع الإعصار المداري (تسونامي) في 2015، تضررت كولوب وانهار 80% من منازلها.
وبعدما أعادت مؤسسة “كير” الدولية بناء تلك المنازل، لم ينعم السكان طويلا بها حتى اجتاحتها الكثبان الرملية.
وعلى مد البصر تمتد الكثبان الرملية في كولوب، لتبقى الأسقف والأعمدة شاهدة على منازل مدفونة تحت الرمال الزاحفة.
تقول فوس محمد أحمد (أم لـ8 أطفال)، إن منزلها انهار فوق رؤوس أطفالها في إحدى الليالي نتيجة تكدس الرمال على سقف منزلها، لتضطر للانتقال إلى المنزل الذي تسكنه حاليا، والذي لا تزال الكثبان الرملية تهدده.
وأضافت: “منزلي غارق في الرمال، وسيختفى من الوجود مثل هذا المكان الذي نتواجد فيه، الذي كان يضم قبل خمس سنوات العديد من المنازل، واليوم ابتلعتها الرمال وباتت أثرا بعد عين”.


لا يمكن للزائر معاينة هذه المنازل المنكوبة إلا أن يدخلها من الأسقف، فالأبواب والنوافذ باتت تحت الرمال، وبقايا آثار أثاث المنازل تعكس الحياة التي كانت موجودة فيها.
محاولات جهود السكان المحليين لوقف زحف الرمال عبر تشجير المنطقة واستخدام الجرافات لتجريف الرمال، لم يسعف البلدة طويلا.
فالمدرسة الوحيدة وخلوة القرآن، باتتا تحت رحمة الرمال، فضلا عن الطرق الحيوية بالبلدة.

90 في المئة من السكان نزحوا

من على أحد الكثبان الرملية التي أغرقت بعض منازل كولوب، يجد الأطفال ضالتهم ليمارسوا لعبة التزلج على الرمال، بينما يبحث السكان عن حل لمشكلة زحف الرمال، وسط اتهامات لسلطات الولاية بإهمال البلدة.
يقول عبد الرحمن أحمد، أحد السكان، إن بلدتهم “باتت مهددة بالدفن تحت الكثبان بفعل زحف الرمال، وإهمال متعمد لسلطات بونتلاند”.
وأضاف أن “عدة مسؤولين من الولاية، بينهم وزراء محليون زاروا كولوب مؤخرا، وتعهدوا بتقديم حلول لوقف زحف الرمال، وتوفير الجرافات لنقل الكثبان، لكن لم يفوا بوعودهم، والكثبان الرملية تستمر في الزحف لتبتلع منازلنا وممتلكاتنا”.
وبفعل هذه الكثبان الرملية، نزح نحو 90 بالمئة من سكان كولوب، إلى مدينة جرعد الساحلية بعد أن دفنت الكثبان منازلهم، ومن تبقى منهم لا حيلة لهم سوى أن انتظار اللحظة التي تتحول بلدهم إلى سراب تحت الرمال.

(الأناضول)

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر