أين نحن من التطور المتسارع للصراع في أوكرانيا

أين نحن من التطور المتسارع للصراع في أوكرانيا

بدأت أصوات طبول الحرب في أكرانيا تتزايد بوتيرة متسارعة وكأننا نسير نحو حرب عالمية ثالثة.

روسيا أعلنت حالة تعبئة شبه عامة والولايات المتحدة رصدت مساعدة عسكرية عاجلة بحوالي 37 مليار دولار لأوكرانيا مع إمكانية تزويدها بصواريخ بعيدة المدى، الاوكرانيون يحاولون استفزاز القوات الروسية عبر الاستهداف المستمر للمحطة النووية كل شيء يؤشر لتطور متسارع وعنيف للصراع.

التطورات السريعة للحرب في أوكرانيا وعواقبها الإنسانية والاقتصادية والسياسية التي ستطال العالم برمته. وبالتالي، فإن آثار الأزمة ستكون ملموسة -وإن كانت بدرجات متفاوتة- على اقتصادات المنطقة، ومما يبعث على الأسى أنه قد تكون لها تبعات سلبية مُضاعفة على مستويات الأمن الغذائي عبر أرجاء المنطقة، فضلاً عن جائحة كورونا، وتعطُّل سلاسل الإمداد، ومشكلات داخلية تخص كل بلد من بلدانها.

وعلى هذا النسق، يمكننا تلخيص القنوات الرئيسية لتأثير الأزمة في خمس فئات وهي: 1) صدمات أسعار الغذاء (لاسيما القمح)، 2) الارتفاعات المستمرة في أسعار النفط والغاز، 3) توجه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، 4) انخفاض التحويلات من المغتربين، و5) تراجع السياحة بشكل كبير.

نحن في سورية أين من هذا كله؟

القمح: قضية القمح في سورية قضية معقدة من عدة جوانب فسوريا التي تعتمد بشكل كلي على استيراد القمح الطري وتصدير القمح القاسي ستكون من أكثر الدول المتأثرة في ظل سيطرة مجموعات قسد على أغلبية إنتاج القمح الطري وازدواجية العقوبات علينا وعلى الدول الحليفة وصعوبة تأمين موارد للاستيراد.

الغاز المنزلي: تعتمد سورية بشكل كبير على استيراد الغاز المنزلي والنفط الخام لتغطية احتياجاتها المحلية في ظل استمرار سيطرة مجموعات قسد على آبار النفط وكون الانتاج المحلي من الغاز لا يغطي إلا جزء بسيط من احتياجات السوق المحلي, ويتوقع اليوم مع اشتداد حرارة الاوضاع بين الغرب وروسيا حدوث أزمة توريدات شديدة نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز بشكل كبير عالميا, وارتفاع تكاليف النقل في ظل ارتفاع مؤشر المخاطر وهنا الامر اشد خطورة فالقمح يمكن الوصول بالسعات التخزينية لمدة عام عكس الغاز المنزلي والمشتقات الاخرى .

أسعار المواد الغذائية: ستتأثر السلع الغذائية الاساسية بتطورات الحرب لعدة أسباب أولها ارتفاع سعر الصرف إضافة إلى ارتفاع الاسعار عالميا وأزمة النقل نتيجة العقوبات والعقوبات المضادة. وهناك عامل أخر في غاية الاهمية وهو السلوك الذي تسلكه الدول الاوربية في رفع مستوى التخزين لأقصى حد ممكن من المواد مما يشكل ضغطا على الاسواق والاسعار.

 الحكومة السورية مشكلتها لن تنحصر في الاسعار والمواد مشكلتها الاساسية هي قضية تأمين الموارد في هذه المرحلة 

معالم السنوات القادمة باتت تتضح أكثر فأكثر فالمواجهة طويلة وقد تتنقل ساحاتها من منطقة لأخرى وحتى سورية ليست بمنأى ان تتحول لساحة مواجهة في لحظة معينة وهذا يتتطلب إجراءات طويلة المدى تركز على رفع مستويات التخزين من القمح والمواد النفطية وقطع الغيار الاساسية والمواد الغذائية لأقصى حد ممكن وترشيد الانفاق بشكل كبير وهنا يجب اتخاذ اجراءات جذرية فعالة متمثلة بـتخفيض الانفاق غير الضروري وحتى ايقاف بعض القطاعات غير الضرورية وغير المنتجة في هذه المرحلة  ومواطن الهدر في الحكومة والتعامل بحزم كي لا نتحول إلى خاصرة رخوة في المرحلة القادمة من المواجهة.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني