"أمجد العمر" سيد مكاوي دمشقَ.. أبصرَ الحياةَ ولم يبصرْهُ أحدٌ!

"أمجد العمر" سيد مكاوي دمشقَ.. أبصرَ الحياةَ ولم يبصرْهُ أحدٌ!

دمشق | حسن يوسف فخور

شكلتْ سورية على مدى عقودٍ المنافسَ الأكبرَ لمِصر على صعيدِ الفنِ عموماً والموسيقى خصوصاً، وقد قدمتْ لها عدداً من كبارِ الفنانين الذينَ لا يزالون يتصدرون شاشاتِ المِنطقةِ وإذاعاتِها، لم تتوقفْ سورية عن عطائِها حتى اليوم، فما زالتْ تقدمُ الكثيرً من روادِ العلمِ والفنِ والفكرِ للعالمِ، رغمَ الحربِ التي عانتْ منها.


"أمجد محمد العمر" كفيفٌ من الجولان السوري تفوقَ على "سيد مكاوي" بتعددِ مواهبِهِ إلا أنَّ أحداً لم يكتشفْهُ بعد!
"المشهد" التقتْ ب"أمجد" ودارَ حديثٌ مطولٌ حولَ قصةِ شغفِهِ التي ولِدتْ من رحم الظلامِ، وأبصرتْ نورَ الحياةِ الحقيقي.

بدأتْ قصةُ "أمجد" مع حادثٍ كادَ أن يودي بحياتِهِ سنةَ ٢٠٠٤ أثناءَ قيادتِهِ لدراجتِهِ الهوائيةِ في حي "الحجر الأسود" بريف دمشق _مسقطُ رأسِهِ_ عندما كادتْ أنْ تصطدمَهُ سيارةٌ محملةٌ بموادِ البناءِ، رغمَ محاولةِ السائقِ تجنبَ "أمجد" إلا أنْ حمولةَ السيارةِ سقطتْ عليهِ؛ ما أدى إلى دخولِهِ بغيبوبةٍ لأربعةِ أيامٍ استيقظَ منها وقد فقدَ نظرَهُ بعمرِ تسعِ سنواتٍ.
لم تسعغْهٌ العمليةُ نتيجةَ ضمورِ العصبِ البصري الذي أصابَهُ بسببِ النزيف المستمر؛ نتيجةِ تأخرِ إجراءِ العمليةِ.

كانتْ الصدمةُ التي استيقظَ عليها "أمجد" نقطةَ تحولٍ في حياةِ ذاكَ الطفلِ الذي سعى جاهداً لاكتشافِ ذاتِهِ بعيداً عن النورِ الخارجي، فدخلَ معهداً موسيقياً، واكتسبَ أساسياتِ العزفِ على آلةِ "الأورغ"، ثمَ أكملَ احترافَ الآلةِ بنفسهِ في البيتِ حتى استحقَ وسامَ رائدِ القطرِ بالعزفِ على آلةِ "الأورغ" اختصاصِ "أورغ شرقي" بعدَ عامينِ من الحادثِ.

أكملَ "أمجد" دراستَهُ في مدرستِهِ الأساسيةِ حتى الصفِ الخامس بمساعدةِ والدتِهِ وأصدقائِهِ، ثمَ انتقلَ إلى معهدِ تأهيلِ المكفوفينَ في الصفِ السادسِ، وتعلمَ لغةَ "البرايل"، وتابعَ دراستَهُ حتى تخرجَ من كليةِ الحقوقِ، وتقدمَ إلى مسابقةِ التوظيفِ الخاصةِ بمؤسساتِ الدولةِ إلا أنه لم ينلْ نصيبَهُ من شواغرِ المكفوفينَ والتي تبلغُ (٤%) من نسبةِ الشواغرِ العامةِ؛ الأمرُ الذي لم يؤلمْهُ بقدرِ ما آلمَهُ القرارُ الذي يمنعُ الحقوقيينَ المكفوفينَ من ممارسةِ مهنتهِم باستثناءِ جرحى الحربِ؛ الأمرُ الذي اعتبرَهُ "أمجد" متناقضاً وقراراً مجحفاً بحقِهِ كما الكثيرِ من المكفوفينَ؛ وفقَ تعبيرِهِ، وطالبَ بإنصافِهم لممارسةِ دورهم في المجتمعِ بشكلٍ طبيعيٍ.

لم يتوقفْ "أمجد" عندَ العزفِ على آلةِ "الأورغ"، فهو يعزفُ على آلةِ "العود" التي تعلم العزفَ عليها بنفسِهِ، ولم يتوقفْ عندَ العزفِ فقط، فبدأَ بكتابةِ الأغاني وهو في عمرِ الثلاثةَ عشرَ عاماً، فراحَ يكتبُ ويلحنُ ويوزعُ ويعزفُ ويغني، وقد كتبَ العديدَ من الأغاني التي يؤديها بنفسِهِ نيابةً عن فرقةٍ كاملةٍ ويسجلها بأدواتٍ بسيطةٍ في بيتِهِ، ويبثُها من خلالِ صفحتِهِ العامةِ على "فيس بوك"، وقناتِهِ على "يوتيوب"، واللتان تحملان اسمه.


مارسَ "أمجد" مهنةَ العلاجِ الفيزيائي، كما أنَّهُ يمارسُ السباحةَ، ويؤكدُ أنَّهُ راضٍ عن المهاراتِ التي اكتسبَها والإنجازاتِ التي حققَها، لكنَّهُ لا يزالُ يسعى وراءَ حلمِهِ في تسجيلِ أغانيهِ في أحدِ الاستديوهاتِ وبثِها من خلالِ وسائلِ الإعلامِ المختلفةِ؛ مخاطباً الاستديوهات في سورية حيثُ وجهَ لهم دعوةً من خلالٍ "المشهد" للاستماعِ إلى مواهبِهِ وتبنيها؛ مؤكداً أنَّ كلَ ما يحتاجَهُ هو فرصةٌ واحدةٌ؛ ليثبتَ للعالمِ أنَّه فنانٌ متكاملٌ في زمنٍ كثُرَ فيهِ المتسلقينَ.

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر