خريطة الأعمال الدرامية لرمضان 2022 .. منافسة قوية وجرأة اجتماعية وانتعاشة كوميدية

نور حمادة | المشهد

أيام قليلة و يبدأ الموسم الرمضاني 2022، وخارطة الأعمال الدرامية السورية التي دخلت المنافسة الرمضانية لهذا العام اتضحّت و كشفت عن ملامحها و رسى الرقم على قرابة 12 مسلسلاً بين أعمال أنجزت منذ العام الماضي و تأجل عرضها أو أجزاء لمسلسلات سبق أن عرض جزؤها الأول و بين دراما جديدة أعدّت في هذا العام .

كما أن المنافسة الدرامية لم تعد حكراً على شهر رمضان فحسب ، بل امتدت إلى خارجه بفضل المنصات الرقمية التي تبث مسلسلات قصيرة على مدار العام، إلا أن هذا التحول الطارىء على سوق الدراما و عملية إنتاجها لم يفقد هذا الشهر الكريم خصوصيته الدرامية، فلا تزال شركات الإنتاج تتنافس لصناعة مسلسلات طويلة تمتد لثلاثين حلقة مخصصة للعرض في رمضان ، و مايزال المشاهدون يرسمون جدول المسلسلات التي سيتابعونها خلال الموسم و التي تنوعت بين الدراما الاجتماعية و الكوميدية و الشاميّة و الرومانسية و التاريخية و الأكشن .

و نبدأ مع مسلسل ( على قيد الحب) و هو من الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تدور أحداثها في مدينة دمشق في الزمن الراهن ، أبطالها شخصين تربطهم صداقة قوية يجسد أدوارهم دريد لحام و أسامة الروماني بعد 40 عاماً على آخر مشاركة لهما و هي شراكة فنية تعني الكثير بالنسبة للجمهور السوري .

كما أسهمت شركة (كلاكيت) في تكريس نجاحات المخرجة رشا شربتجي و جماهيريتها كونها كانت وراء إنتاج ألمع أعمالها التي حققت انتشاراً كثيفاً، و لعل أبرز ملامح الموسم الرمضاني هذا العام هو إعادة هذه الشراكة إلى الضوء في مسلسل (كسر عضم) الذي يحمل جرعات عالية من التشويق من خلال قصة العمل التي تتحدث عن الشرائح الاجتماعية بتفاوتها الكبير و صراعها الجديد بعد الحرب وسط غياب ما يعرف بالطبقة الوسطى ، وشهد المسلسل اعتذارات متتالية للممثلين مثل محمود نصر و رشيد عساف .

في الجانب الاجتماعي أيضاً هناك تنافس على مستوى الطرح من خلال عمل يجمع الكاتبين علي وجيه و يامن الحجلي مع المخرج سيف الدين سبيعي مجدداً بعد أن حققوا العام الماضي نجاحاً ملحوظاً في (على صفيح ساخن)، ليعاودوا الكرّة هذا العام في مسلسل يحمل عنوان ( مع وقف التنفيذ) الذي يقدم حكاية اجتماعية تتصدى للظروف المعيشية الحياتية الراهنة .

من جهة ثانية سنشاهد هذا العام دراما شعبية بقالب شامي و تنحو في جزء منها نحو الموسيقى و الغناء و هو مسلسل ( جوقة عزيزة) الذي يروي حكاية تنقلنا إلى سنة هامة من سنوات الانتداب الفرنسي و إلى مكان منسي في دمشق و أحداث متخيلة في شارع محدد بالاسم أسهم في إحياء الحركة الفنية في دمشق في تلك الفترة .

من جانبها تنتعش الكوميديا لهذا العام بثلاثة أعمال هي ( الفرسان الثلاث) بطولة أيمن زيدان، و تنطلق حكاية العمل من أحوال الناس الاقتصادية و ظروفهم المعيشية و تتطرق للمرة الأولى في تاريخ الدراما السورية إلى شريحة الرجال ممن دخلوا سن التقاعد و محاولاتهم البقاء مؤثرين و فاعلين في الحياة .

كما يقدم مسلسل (حوازيق) تجربة كوميدية اجتماعية لايت من بطولة سلمى المصري التي تجسد شخصية أم مطيع التي تملك فندقاً تحيله الأزمات الكبيرة إلى عاطل عن العمل .

و في سياق مشابه تعود سلسلة ( بقعة ضوء) بجزئها 15 لتقدم لوحات ناقدة ساخرة تشتبك مع الظروف الخدماتية و الأحوال المعيشية، و قد امتاز هذا الجزء بالاعتماد على مخرجين شباب منهم عمرو حاتم علي و مجيد الخطيب علي المؤذن .

أما أعمال الأجزاء التي تم عرض جزئها الأول العام الماضي فسيكون المشاهد على موعد مع ( الكندوش2) الذي تعرض في جزئه الأول لانتقادات لاذعة إلا أن الشركة المنتجة له قد أبرمت اتفاقاتها على الجزأين ما جعلها تكمل العمل ليكون حاضراً في رمضان .

كما ستستمر حكاية (حارة القبة2) إخراج رشا شربتجي ليقدم قصة شامية مشوقة ضمن تقاليد و مفردات هذا النوع الرائج عربياً .

و بعد تأجيله العام الماضي سيعرض مسلسل ( بروكار 2) و هو حكاية شعبية تدور في حارة شامية تتحدث على فكرة صناعة البروكار الشامي و محاولة سرقة هذه المهنة أيام الاحتلال الفرنسي .

أما العمل الذي سبق و حقق جماهيرية كبيرة قبل عامين فسيعود بجزء ثان بعد تعثر إكماله العام الماضي ( مقابلة مع السيد آدم) المسلسل الذي يخوض في عالم الجريمة و يلاحق أسلوبية أستاذ جامعي عبقري في الانتقام لابنته التي تعاني من متلازمة داون بعد خطفها و عدم رعايتها صحياً .

و سيكون المشاهد على موعد مع عدد من المسلسلات العربية المشتركة بحضور ممثلين سوريين و التي ستبث في رمضان منها:( من...إلى ، و للموت2 ، حضور لموكب الغياب ، ذهب أيلول ، و ليلة السقوط) .