تقييم السياسات الحكومية في مواجهة كورونا

تقييم السياسات الحكومية في مواجهة كورونا

ينتشر فايروس كورونا في المجتمع السوري أفقياً وعمودياً حاصداً الأرواح والأرزاق على حدٍ سواء في ظل عجز واضح عن تبني استراتيجية وطنية واضحة المعالم لمواجهته صحياً واقتصادياً واجتماعياً والمقاربات التالية خير دليل:

بالرغم من إتاحة اللقاح مجاناً للجميع وبدون أية إجراءات إدارية أو روتينية ورغم الحملة الوطنية التي أطلقت لاتزال أعداد الذين تلقوا اللقاح خجولة جداً وهذا دليل على ضعف الثقافة المجتمعية  وضعف حملات التوعية الصحية لوزارة الصحة.

بالرغم من مرور أكثر من عامين لم يستطع الفريق الحكومي المعني التصدي لجائحة كورونا من حل مشكلة الازدحام في وسائل النقل ونحن نعترف أن القضية ليست بهذه البساطة ولكن هناك حلول تخفف الازدحام فأين نحن منها؟

يصدر قرار بإغلاق صالات الأفراح والتعزية وتستطيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنفسك مشاهدة إعلانات الحفلات الفنية أو الأعراس أو حتى أماكن التعزية دون الاكتراث بالقرار فأين هي الجهات المختصة من ذلك؟ سؤال برسم السادة مدراء المناطق والنواحي؟


إعلامياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تشاهد إجراءات غير مسبوقة في المدارس لجهة الإجراءات الاحترازية والتعقيم ولكن أي مواطن يستطيع من خلال أطفاله يستطيع التحقق من عدم وجود إجراءات جدية في المدارس.

هل يطبق ارتداء الكمامة في التاكسي أو وسائل النقل العامة سؤال برسم أي مواطن للإجابة

أخطر شيء الان هو انتشار ظاهرة أطباء الأزمة وهم مجموعة من الأطباء فاقدي الضمير والمتناسين لقسم أبقراط يتعامل مع مريض الكورونا كزبون تجاري؟  بداية يحذره من التوجه إلى المشافي الحكومية ومن ثم يتابع حالته في المنزل متقاضياً أجوراً خيالية تصل لحد 100000 للمعاينة الواحدة في بعض المناطق والحجة موجودة دائماً سيارته الخاصة والدواء الأصلي وتعريض حياته للخطر....

يومياً نشاهد منشورات خاصة بالدكتور نبوع العوا بخصوص كورونا خاصة مع افتتاح المدارس فإذا كان هو عضواً  في الفريق الاستشاري لماذا لا تصدر تلك الإرشادات باسم الفريق الاستشاري وتصدر بهذا الشكل الذي يسبب الإرباك لبعض الأهالي وحالة من الذعر.


أثبتت أغلب الدراسات أن العامل النفسي عامل هام في مواجهة المرض فهل يراعى العامل النفسي في المشافي؟ الجواب غالباً لا فالمريض غالباً في جناح العزل منفرداً في وقت أشد ما يكون فيه بحاجة الدعم النفسي لا يجد أحداً بجواره فأين دور التوعية الاجتماعية والمشرفين الاجتماعيين وعلماء السلوك والنفس أعتقد أنها المرة الأولى في تاريخنا التي نكون بحاجة مشرفين اجتماعيين وأطباء نفسيين في المشافي فأين هم وحبذا لو أن الدكتور العوا تطرق إلى هذه النقطة تحديداً.

إن دقة الوضع وخطورته تفرض على الحكومة تحركاً عاجلاً وفورياً, وجائحة كورونا من الأزمات الطويلة المدى لذلك يجب أن يأخذ التحرك الحكومي عدة جوانب : بداية في الجانب الطبي يجب ضمان تأمين اللقاح على مدار السنوات القادمة وهناك حالياً فكرة جيدة لتصنيع اللقاح محلياً مع زيادة إنتاج الأدوية والعقاقير ورفع طاقة استيعاب الحالات الحرجة وهذا يحتاج تعاون كبير من منظمة الصحة العالمية والدول الصديقة.
أيضا إعطاء الأهمية الكافية لموضوع الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي وإنشاء وحدات متخصصة في المشافي من أجل مساعدة المرضى على تخطي الظروف النفسية السيئة والخوف, أيضاً موضوع الإجراءات الوقائية يجب ايجاد آلية لتخفيف الازدحام فمثلاً في المدارس ولمدة سنتين قادمتين إلغاء كافة المواد غير العلمية بشكل يتيح استمرار الدراسة مع تقليص ساعات الدوام وتقسيم الطلاب إلى ثلاث مجموعات بحيث لا يزيد عدد طلاب الشعبة الدرسية عن 20 طالب ومثل الأمر يمكن في الجامعات وفي الدوائر الحكومية تقسيم الدوام على الايام وأيضاً خلال اليوم الواحد بشكل يضمن عدم انصراف العمال دفعة واحدة وتخفيف الازدحام في وسائل النقل  مع زيادة عدد رحلات القطار بين المحافظات.

في الشق الاقتصادي تراجعت تأثيرات كورونا بشكل كبير ومع ذلك يجب ان تراعي الحكومة شقين أساسيين أولهما التزام كافة المنشآت الاقتصادية بالإجراءات الوقائية وتلقي اللقاح  ولا سيما المنشآت الاقتصادية وثانيهما تشكيل محفظة استثمارية تكون بمثابة صندوق دعم في حال فايروس كفايروس كورونا.
أخيراً يجب على المعنيين في الحكومة التنبه أن دول العالم تتحضر لعشر سنوات على الأقل من تداعيات فايروس كورونا فيجيب الانطلاق من سياسات المعالجة الآنية إلى تبني استراتيجيات وطنية متكاملة بعيدة المدى.

 د. عدنان صلاح إسماعيل
                                                                                                                      

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني