"خرجية" ثلاثة أطفال في الشهر تعادل راتب موظف درجة أولى!

"خرجية" ثلاثة أطفال في الشهر تعادل راتب موظف درجة أولى!

أطعمة الأطفال أو "الأكلات الطيبة" كما يسميها الأطفال أصبحت صعبة المنال اليوم.. وهي السلعة الغذائية المهمشة التي تغيب عن عين الرقابة وأسعار التكلفة والجودة لدى الجهات المعنية.. وحقيقةً أقول أن أشد ما يدمي القلب اليوم هو حيرة طفل صغير يقف بين يدي بائع وهو يبحث بين الرفوف ويجول بعينيه بين "خرجيته" بيده الصغيرة وأكياس -الأكلات الطيبة- لينتقي منها ما يتناسب مع مصروفه الهزيل..

 

عيون حائرة

منذ ساعات الصباح الأولى وقبل دخولهم إلى مدارسهم يهرع الأطفال إلى باعة -الأكلات الطيبة- ..

كيس شيبس من النوعية المتوسطة بـ 700 ليرة، فيه بضع غرامات من رقائق البطاطا، فيما يصل سعر كيس الشيبس حجم "الجامبو" إلى 2000 ل.س.. قطعة الشوكولا لا يتجاوز حجمها أصبع اليد بـ 500 ل.س.. كروسانة حجم صغير بـ 700 ل.س، وطبعاً كل ما ذكر هو صناعة محلية، أما إن كانت من تحت الطاولة فيجب أن تضرب السعر بثلاثة أضعاف على أقل تقدير بالنسبة للشيبس أو الشوكولا أو البسكويت..

 

ميني ماركت

أبو سليم يملك ميني ماركت صغير في منطقة الميدان قال إن "خرجية" الطفل حوالي 1000 ل.س يومياً بشكل وسطي، البعض يزيد عن هذا الرقم وآخرون لا يصلون إليه..

ويضيف أبو سليم: أحاول في متجري المتواضع أن أوفر جميع أطعمة الأطفال وبمختلف الأسعار كي أرضي الجميع، ولا أنكر أن الأصناف ذات السعر المتدني هي من النوعيات الأقل جودة بالنسبة لمثيلاتها، فهناك كيس شيبس مثلاً بـ 300 ل.س، فإما أن يحتوي الكيس على عدد قليل جداً من رقائق البطاطا أو إنه ذو طعم سيء، الأطفال يشترونه مرغمين كي يوفروا ثمن قطعة شوكولا أو بسكويت غيره..

فيما قال خالد وهو موظف كان يشتري لطفليه من ميني ماركت أبو سليم أن راتبه لا يكفي "خرجية" لأولاده، فلديه طفلين في المدارس وثالث في الجامعة، فيعطي 1000 ليرة لكل طفل بالمدرسة و1500 لولده الجامعي، وبحسبة صغيرة هو بحاجة إلى 98 ألف ليرة في الشهر "خرجية" لأولاده الثلاثة، وبزيادة ما يقارب عشرة آلاف ليرة عن راتبه الشهري، ومع حرمان أطفاله من مصروف يوم الجمعة "كي تظبط الحسبة" على حد تعبيره.. علماً أنه موظف درجة أولى..

في حين قالت لينا وهي معلمة أن قلبها ينفطر عند رؤية الأهالي وهم يعيدون بعض "الأكلات الطيبة" إلى الرفوف محرجين كي يتمكنوا من إعطاء أبنائهم مصروفهم في اليوم التالي..

 

في حضرة الرقابة

مصدر في مديرية حماية المستهلك قال للمشهد إن أطعمة الأطفال وأسعارها تخضع للرقابة كغيرها من السلع، ويتوجب على البائع إعلان أسعارها بشكلٍ واضح، وتقوم دوريات التموين بمراقبة أسعارها وتواريخ صلاحيتها كأي سلعةٕ أٌخرى..

وأشار المصدر أنه يتوجب على المُنتِج وضع مواصفات ووزن وتواريخ صلاحية المُنتَج على العبوة أو الكيس الذي يحتوي المُنتَج، بالإضافة إلى السعر، ويتحمل البائع مسؤولية تخزينها وعرضها في مكان مناسب لحين بيعها..

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر