"نهاية المكاتب" هل يمكن لفيروس كورونا أن يغير مكان العمل إلى الأبد؟

"نهاية المكاتب" هل يمكن لفيروس كورونا أن يغير مكان العمل إلى الأبد؟

إعداد وترجمة ناهل الخطيب

"في ظل التباعد الاجتماعي الحاصل مؤخراً، فإن العديد من العاملين لم يحضروا ولم يروا المكاتب الخاصة بهم لعدة أسابيع. ولكن عندما ستخفف إجراءات الحجر الصحي المرتبطة بفيروس الكورونا، قد يقلل من عدد هذه المكاتب التي سيتم العودة إليها.

وفي مواجهة الحاجة لخفض التكاليف في الأيام الأخيرة، حيث كتبت الفاينانشيال تايمز، وأشار المسؤولون التنفيذيون في الشركة إلى أن املاكهم العقارية ستشكل بداية حسنة لهذا الأمر ، بالنظر إلى السهولة التي تكيفت بها شركاتهم بالعمل عن بعد".
 
وقالت جيس ستالي من باركليز : "ان فكرة وجود 7000 شخص في نفس المبنى يمكن أن تكون شيئاً من الماضي".
و ديرك فان دي بوت من مونديليز ؛ "ربما لا نحتاج إلى جميع المكاتب التي لدينا الآن حول العالم" ، ووفقا لسيرجيو إيرموتي ، UBS فانه بدأ بفكرة الاستغناء فعلا ومغادرة المكاتب باهظة الثمن في وسط المدينة .
وكما ورد في المقال أظهر مسح أجرته شركة برايس ووترهاوس كوبرز هذا الأسبوع أن ربع المسؤولين الماليين يفكرون بالفعل في الحد من العقارات، في حين قال نقابة الوسطاء، الذين يساعد أعضاؤهم الشركات في العثور على مبان جديدة، أن نصف البحث عن المكاتب التجارية في الولايات المتحدة قد تم تعليقه منذ بدء الأزمة.
كما جاء في المقال ان توم سترينجر ، الذي يقود فريق اختيار المباني الأمريكية في BDO ، وهي شركة محاسبة أمريكية ، يشير إلى أنه على الرغم من تقدم معظم مشاريعه ، إلا أن العملاء يجرون مناقشات جادة حول خفض تكاليف المكاتب ، قائلا : " في الستة أسابيع الاخيرة ، أخذنا جميع مكاتب الشركات الخلفية تقريبا في أمريكا وحولناها إلى مطابخ وغرف معيشة ، وسار كل شيء بسلاسة   والناس اعتادت على ذلك."
والآن في الشركات الأمريكية والحكومية ، أصبح من المقبول أن يلمح كلب يجري أو طفل في خلفية مكالمة عمل جماعية. "
ويبدو أن العديد من المديرين التنفيذيين لم يشتاقوا لمكاتبهم.
ويعترف جيم كولينز من مجموعة التكنولوجيا الحيوية والزراعة "كورتيفا" قائلا ً : " في الأسابيع الستة الماضية ، وبفضل التكنولوجيا التي نستخدمها ، كنت على اتصال مع 20 ألف موظف أكثر بكثير مما كانت عليه في الأشهر الستة الماضية".
يقول سليل باريخ من شركة Infosys IT الاستشارية أنه كان من الأسهل عليه تنظيم مؤتمرات الفيديو مع العملاء من المنزل بدلاً من الذهاب إلى اجتماعات معهم ، وانه لا يرى حاجة كبيرة لموظفيه للعودة إلى المكاتب في الوقت القريب ، ويتنبأ أن بعضهم سيبقى في المنزل ".
حتى مارتن سوريل ، مدير الإعلان البالغ من العمر 75 عاما والذي يدير شركة S4 Capital ، يجد أن العمل من المنزل" ينشط "ويتوقع أن يؤدي إلى" التغيير المستمر "في ممارسات عمله.
وقد بدأ الرئيس التنفيذي السابق لشركة WPP بالفعل بالحد من بعض الإيجارات وقال : "أنفق حوالي 35 مليون جنيه استرليني سنويا على العقارات". "أفضل استثمارها في الناس بدلاً من المكاتب باهظة الثمن."
"هذه رسالة مقلقة لمديري العقارات التجارية الذين يشككون بصوت عال بفكرة قبول العمل عن بعد."
مع ان تصريح توماس دورلز ، أحد قادة Empire Realty Realty Trust في وقت سابق من هذا الشهر قائلا : إن معظمنا الآن يواجه القصور في العمل من المنزل ويفتقد التفاعل والإنتاجية التي توفرها بيئة المكتب ."
كما اشار كريس غريغ ، المدير التنفيذي لشركة بريتيش لاند ، إلى أن" المرحلة الأولى من الانتعاش بعد الوباء ستدفع المستأجرين للانتقال إلى أماكن أقل كثافة " .
وأضاف " أن المكتب لديه مستقبل ، وإن كان بأشكال مختلفة ، ويجب أن نضع في الاعتبار أن هناك اشخاصا يكافحون من أجل الجمع بين رعاية الأطفال وتعليمهم المنزلي وعملهم اليومي ، وحتى الكثير من الموظفين الصغار الذين يؤجرون الشقق ويعتقدون أن الأمر ليس كذلك."
وحذر من أن هذا الأمر ما هو سوى كابوس.
مع ان ستالي يعتقد أن " بعض أرباب العمل وأصحاب العقارات يقولون إن همهم المباشر هو كيفية إعادة العمال إلى مكان عملهم بأمان ، ويتساءل : كم عدد الأشخاص الذين يمكنهم العمل في مبنى إذا حدد عدد الأشخاص في المصعد إلى اثنين في كل مرة!؟
وأضافت الفاينانشيال تايمز : " إن بعض الشركات تتوقع نقصاً في الزجاج الشبكي الذي يمكن استخدامه لفصل الطاولات، في حين ارتفعت أسعار الأقنعة وغيرها من معدات الحماية بشكل حاد ، بينما يتحدث آخرون عن الإرجاع التدريجي وعمل المناوبات ، ربما يمتد على مدى أسبوع او اكثر وبنصف العدد فقط لضمان وجود مسافة كافية بين الزملاء."
وصرح مايكل سيلفر ، رئيس مجلس إدارة شركة فيستيان الاستشارية العقارية قائلا : " إن الموضوع يثير أسئلة لم يفكر فيها كثير من الناس ، حيث لا يمكنك الضغط على زر المصعد ، لا تلمس الباب المعدني ، ولا يمكنك استخدام آلة القهوة نفسها مع أشخاص آخرين ... الخ
فيجب أن يكون هناك اجراءات جديدة كليا للعودة إلى مكان عمل آمن وصحي."
وأضاف " إذا كانت الشركات بحاجة إلى مساحة أقل ، يمكن أن يقلل ذلك من تكلفة العقارات التجارية بنسبة تصل إلى 30٪
ويتوقع قائلا : " إن مالكي العقارات سيراجعوا العقود والاتفاقات ، وستنخفض الإيجارات كما لم نشهدها منذ أوائل التسعينيات."
كما صرح آدم جولدين ، رئيس الأعمال البريطانية في  CC Land ، التي تمتلك برج Cheesegrater في مدينة لندن ، قائلا : "يشعر البعض الآخر بالقلق من أن المكاتب ، وخاصة ناطحات السحاب ، لا تتوافق ببساطة مع اللوائح الحكومية لمكافحة Covid-19." إن نقل 5500 شخص عموديا يمثل مشكلة كبيرة مع تدابير المسافة الاجتماعية المفروضة الحالية. "
وأضاف "عندما بدأت شركة FX Collaborative ، وهي شركة معمارية مقرها نيويورك ، بالتخطيط لفتح مكاتبها ، اكتشفت أن قواعد المسافة الاجتماعية ستسمح لها فقط باستيعاب ربع موظفيها فقط.  
ولمحاولة حل بعض المشاكل يدرس دان كابلان ، الشريك الرئيسي للشركة ، تجربة المباني الصينية  بما في ذلك مجمع Wanjing Soho في بكين ، الذي صممته المهندسة زها حديد ، من بين الإجراءات التي ستتخذ ، سيتم استخدام شاشة تصوير حراري في الاستقبال لقياس درجة حرارة جسم كل شخص يدخل المبنى.
بالإضافة الى العلامات التي ستذكر المستخدمين بالحفاظ على مسافات آمنة فيما بينهم ، وتطهير  المصاعد كل ساعة كما جرت العادة في آسيا بعد وباء السارس في بداية هذا القرن.
ويؤكد المسؤولون التنفيذيون أن الفيروس كورونا قد سرع باحتمال تغيير فعلي لمكان العمل الوظيفي من حيث أجهزة المكتب المشتركة والمساحات المفتوحة وتوزيع مقاعد المكاتب، وجداول عمل مرنة واستخدام التقنيات التي تسمح لك بالعمل من المنزل.
ومن جهة أخرى وبعد رؤية نصف موظفيه البالغ عددهم 40 الف موظف يعملون بنجاح من المنزل ، قال جوناثان لويس ، الرئيس التنفيذي لشركة Capita ، لصحيفة فاينانشيال تايمز إنه يتوقع أن يكون للمتعاقد الخارجي البريطاني عقارات أقل بعد انتهاء الوباء.
مضيفا : ومع ذلك ، لن يكون الجميع قادرين أو راغبين في العمل بطرق مرنة عن بعد، لا سيما في القطاعات الخاضعة للتنظيم العالي مثل البنوك. ويؤكد المقال بأنه يتم الآن مراجعة الاستثمارات التاريخية للبنوك في" مناطق التعافي من الكوارث "، حيث تبين خلال فترة الجائحة أنها لا معنى لها عمليا. وأشار أحد المصرفيين ، الذين تستثمر شركتهم بكثافة في أماكن مصممة لضمان استمرارية العمليات التجارية قائلا : " إننا نتحمل سنويا هذه التكاليف وندعم هذه البنية التحتية ، والآن ندرس ما إذا كان ذلك ضروريا!؟".
كما وأضاف كريس لويس ، رئيس الابنية المكتبية في وكالة العقارات ديفونو كريسا : " لقد حصلنا على تسهيلات لاستمرارية الأعمال لعميلين اثنين ، ونحن نتفاوض حاليا مع كلاهم لمناقشة خيارات التأجيل ، حيث إنهما غير مناسبين للوقت الحالي كليا."
ويقول سكوت ستيفنسون ، المدير التنفيذي لـ Verisk Analytics ، قلقا من التوقعات : إن المكاتب ستتغير إلى الأبد ، وقد يقضي الأشخاص وقتا أقل في المكتب لأنهم لا يحبون الذهاب إلى العمل ، ولكن هناك شيء آخر نعلمه ، هو أن الناس تحب الذهاب إلى المكاتب ،حيث أن مكان العمل ولقاء الزملاء يشكل جزء مهما من حياتهم ، لذلك يجب أن يكون هناك توازن ".

( Financial Times )

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر