خائفون .. أم مخیفون؟!

خائفون .. أم مخیفون؟!

يوسف أحمد سعد

في الوقت الذي تعاني فیه سوریا من نقص شديد في الأیدي العاملة اللازمة لعملیات التنمیة الصناعیة والزراعیة والخدمیة وفي الوقت الذي تواجه فیه القوات المسلحة الحبیبة أشرس المعارك مع الارھاب ومع المرتزقة الدولیة وھي أحوج ما تكون للمقاتلین لتحریر الأرض ودحر الغزاة,فإن نسبة كبیرة تقدر بالآلاف من الشباب السوري المتطلع لحیاة عزیزة ووطن عزیز أصبحت بعیدةً عن أحلامھا , وبدلاً من انخراطھا في الأعمال الوطنیة سواء في مواجھة الغزاة أم في میادین الزراعة والصناعة والعلم, فقد كلفت بالعمل في مرافقة وحراسة اعداد كبیرة من زوجات وأبناء المسؤولین الحالیین والسابقین, وكذلك بعض رجال الأعمال المحظیین وأبنائھم , وكذلك في مواكبة بعض الشباب وشبه المراھقین الذین لا یعرف أحد اسمائھم ولا یعرف أحد من نشاطاتھم سوى العدد الكبیر من السیارات ذات الزجاج الداكن والعدد المزعج من المطبات والحواجز أمام منازلھم وأبنیتھم المنتشرة في أرقى المناطق السوریة,,على كل حال من حق أي مواطن أن یخاف على نفسه وأن یتخذ التدابیر التي تحقق له ولزوجاته وأولاده الاطمئنان, ودعني أقول استثناءً من حقه أن یتخذ التدابیر التي تظھر تفوقه وسطوته وأھمیته, ولكن لا یجوز أن یسمح له تحقیق ذلك من أموال المواطن ومن جیوب الناس, فمن أراد ذلك ویملك الامكانات یستطیع تعیین ما شاء من المواكب على نفقته الشخصیة ویستطیع دفع الرواتب لمن شاء من الشباب لأغراض الحراسة أو الاعتماد على الشركات الأمنیة الخاصة, من البدیھي أن یتم تخصیص بعض الشخصیات بأشخاص متخصصین بالعمل على أمن ھذه الشخصیات, ولكن لیس من المفھوم تخصیص اعداد كبیرة لتأمین الحاجات المنزلیة ومواكبة أفراد الأسرة ومنع المواطنین من استخدام الأرصفة وأحیاناً الشوارع,أن ھذه الأعداد من الشباب تفقد سنوات عمرھا وھي لا تجید أي عمل سوى خدمات المواكبة لأسر المتنفذین وخدمات منع جیرانھم من ركن سیاراتھم في الشارع العام المجاور لھم, وھي لم تعد تجید أي عمل زراعي أو صناعي منتج ,ولم یزل المواطن الذي یأن تحت وطأة الظروف المعیشیة مضطر أن یدفع لھؤلاء كامل رواتبھم وتعویضاتھم,القانون یمنح العدید من الشخصیات وأصحاب المناصب حق الحمایة الشخصیة وھذا ضروري ولیس محل نقاش,, ولكنه لا یسمح لأي صاحب منصب او متنفذ في الحكومة أو في مجتمع الأعمال أن یحظى بحق تأمین الخدمات المنزلیة والخدمات لأسرته من المال العام,ھنالك شخصیات تجب حمایتھا ومن حقھا أن تخاف ومن حقنا أن نخاف علیھا,ولكن مما یخاف أولئك الشبان والمراھقین الذین یخیفون الناس في الشوارع وأینما وجدوا,؟ھم خائفون لأنھم محاطون بأصحاب العضلات لمنع الاقتراب, وھم مخیفون لأنھم كذلك,إنه الھدر وإنه ضیاع الامكانات وتشتیتھا, وإنه نمط غیر صحي وغیر أخلاقي في السلوك الاجتماعي.
 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر