رنا العظم: "الأعمال الشاميَّة تهمِّش المرأة والدراما بحاجة لإعادة إعمار"

رنا العظم: "الأعمال الشاميَّة تهمِّش المرأة والدراما بحاجة لإعادة إعمار"

رامي سلوم
دعت الفنانة رنا العظم الجمهور إلى محاكمة المصنفات الفنية وفقا لنجاحها في إيصال الصورة المطلوبة فنيا للمشاهدين من دون محاولة تسييسها، أو الخلط بين العمل الفني وما يمكن أن يسقطه بعض الأطراف على الواقع، مؤكدة أن العمل النقدي لا يعيب المصنف الفني، وإنما يعتبر واحدا من أدواره، وهو رصد سلبيات الواقع، ومحاولة إيجاد الحلول لها إن كان ذلك ممكنا.

رنا عظم، خريجة كلية الإعلام، بعد تركها دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية لأسباب خاصة، ترى أن الاعمال (الشامية) تهمش دور المرأة السورية، مشيرة إلى أنها تختار أدوارها بعناية، بشرط أن تكون للشخصية قيمتها ووجودها ضمن العمل بغض النظر عن عدد المشاهد، فيما عدى أعمال (البيئة الشامية)، التي ترفض تمثيل دور صغير فيها، بسبب طبيعة الأدوار المناطة بالمرأة في الأعمال الشامية، فمعظمها يعتمد على (الحشو)

بدأت عظم مشوارها الفني عام 2005 ، في مسلسل أشواك ناعمة، غير أنها تعتبر نفسها في بداية الطريق، قائلة بتواضعها الذي تلمسه خلال التواصل معها، وحديثها التلقائي الذي يتميز بالبساطة والوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها، أنها (تتمنى أن تصبح ممثلة)، وذلك وفقا لقدوتها في العمل الفني، من الفنانيين السوريين المعروفين الذين أصبحوا سفراء لسورية بفنهم وأعمالهم. وحول اقتحام (العارضات)، أو صاحبات الوجوه الجميلة للأعمال الدرامية السورية، اعتبرت عظم أن الدراما بحاجة للوجوه الجميلة، وأن موضوع العارضات أثار الجدل بصورة مبالغ فيها، بينما في الواقع فإن اعتماد ممثلات على الجمال وحده لا يكفي للاستمرار. وأوضحت عظم، بأن المظهر الجميل يخلق فرصة للعمل الفني في بعض الأحيان، غير ان الموهبة وحدها تبقى، فضلا عن الجهد الذي يبذله الفنان لتطوير أدائه. من الجدير بالذكر، أن العديد من أفراد أسرة الفنانة رنا عظم، يعملون في مجال الدراما، في مهن مختلفة، مثل المكياج والانتاج وغيرها من العمليات الفنية، والذين تعتبرهم عظم جمهورها الناقد، والذين يبدون رأيهم بأعمالها بصراحة كبيرة خصوصا أنهم من الخبراء في المجال، لأن ذلك يصب في مصلحتها في النهاية، فكلمات التشجيع والمديح جيدة وجميلة، غير انها يجب أن تقال في مكانها، ليتمكن الفنان من تطوير أدواته والتنبه إلى رأي الجمهور بطريقة أدائه لدور معين، ومستوى وصوله للمشاهدين على حد وصفها.

واقع الدراما
تقول عظم هناك العديد من التفاصيل التي تبدأ بظروف الحصار المفروض على الدراما، ولا تنتهي عند تواجد الكوادر بمختلف المجالات التي تدعم نجاح العمل، معتبرة أن نجاح عمل أو اثنين خلال الموسم الماضي أمر إيجابي ومحفز ولكنه لا يرقى لمستوى الحل، خصوصا مع تقلص العدد الاجمالي للأعمال، وبالتالي تحقيق الانتشار المطلوب بسوية جيدة لعودة الدراما. وأوضحت عظم، أنها برؤيتها المتواضعة، تعتبر الحل تراكميا، ولا يمكن الحديث عن عودة الدراما إلى سابق عهدها ببساطة، فهي بحاجة لإعادة إعمار، من الضروري افتتاح معاهد تخصصية في مجالات الانتاج والعمل الدرامي من إضاءة ومونتاج وصوت وغيرها، لإيجاد كوادر متخصصة، وضخ دماء جديدة في الدراما التي لا تعتمد على الممثلين وحدهم، فهي صناعة متكاملة، يلعب الكل دوره في نجاحها.

 النجوم يحصدون 75% من الموازنة

 الفروق الشاسعة في أجور الفنانيين، والغير متناسبة على الإطلاق، خصوصا أن عدداً قليلاً من الفنانيين يستحوذون على نحو 75 % من موازنة العمل الدرامي، بينما تبقى % 25 لكامل الكادر العامل في المجال، ما يجعل العديد من الأدوار بأجور غير مقبولة، ليس فقط بسبب النظرة المادية، لافتة إلى أن بعض الفنانيين يقبلون تلك الأعمال على مضض كونهم (جالسين) من دون عمل لفترة طويلة.

شركات الإنتاج تستغل سمعة الدراما السورية
أشارت عظم، إلى أن بعض شركات الانتاج الخارجي تستغل السوريين في كل شيء حتى في المجال الدرامي وتتعامل مع الممثلين وفق حاجتهم إلى العمل، من خلال الأجور الزهيدة، والطلبات الرخيصة، من الاستغلال في الملبس والأدوار وغيرها، مبينة أن التمثيل هو عمل ومصدر رزق للممثل، داعية إلى تحديد حد أدنى لأجر الممثلين، وفقا لتصنيفهم إلى فئات محددة، للحفاظ على كرامة الفنان، وتثبيت إرادته في عدم التنازل عن بعض الأمور تحت ظل الضغوط المعيشية.

الغيرة
كشفت الممثلة رنا عظم، أنها تغار، ولكن من الأداء الأفضل، رافضة الغيرة، والحسد من قبل البعض، من عدد أعمال فنان معين، أو أجره أو غيرها من الأمور، مؤكدة على أنها تنظر إلى تلك الأشياء بمفهوم الرزق ما يعطيها تصالحا مع نفسها وحبا ومودة للجميع، لافتة إلى العمل في المجال الإبداعي يجب أن يعطيك شعورا أنه دائما هناك فرص، من دون النظر إلى فرص غيرك، فلكل شخص أداؤه وفرصه وجمهوره.
واستغربت عظم الجدل الذي يطلقه فنانون أحيانا، من خلال تصريحات مختلفة عن غيرهم بدافع الغيرة وحدها، كاشفة عن أنه في كثير من الأحيان تنطلق حالة من الجدل المعيب بين فنانيين، من دون وجود سبب أساسي أو حتى لقاء بين الطرفين، وإنما بفعل الغيرة والحسد وإطلاق التصريحات من طرف على الآخر، لافتة من أنها تخجل من تلك الحالات التي لا تؤدي سوى إلى تصغير مستوى الطرفين.
وأشارت عظم، إلى أن الفنانيين المصريين، الذين يحكمهم دائما تضارب في المصالح، وغيرها، يتعاطون مع المهنة بطريقة أذكى، ولا نلمس مثل هذه المشاحنات العشوائية بينهم، على الرغم من وجود خلافات جوهرية ومباشرة بينهم، وليس كما هو الحال في الوسط الفني لدينا.

أتعاطى مع المهنة بحب
بالنسبة لطبيعة الأدوار التي تختارها، قالت عظم، (أتعاطى مع المهنة بحب، وأحترم الجميع)، وذلك من واجبي اساسا أن أحترم زملائي وغيرهم من الفنانين الذين قبلت العمل معهم، مشيرة إلى عدة أمور تتحكم في اختيارها للمشاركة في الأعمال، مبينة أنه بالتأكيد النص الجيد لا يمكن مقاومته، وكذلك العمل ضمن فريق جيد ولكن هناك أسباب أخرى تتحكم أيضا في انتقاء الأعمال، التي قد تكون فرصة تعارف مع مخرج معين لم يسبق العمل لها العمل معه، ولو من خلال عدد قليل من المشاهد، أو دور جذاب، شعرت من خلال قراءته أنه مناسب لشخصيتها، وأن دور الشخصية واضح ومؤثر بالرغم من قلة عدد المشاهد الموجودة، فضلا عن الأدوار التي تعرض عليها من أشخاص تحب العمل معهم.

 

شارك برأيك .. لتكتمل الصورة


استطلاعات الرأي

يجب ان تختار خيار قبل ارسال التصويت
هل تعتقد أن الوقت قد حان لبدء تطبيق الدفع الإلكتروني في سوريا؟
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني
النتائج
نعم، حان الوقت لبدء تطبيقه وفرضه فوراً وهو ضروري للاقتصاد
لا، يجب إعداد بنية تحتية تقنية ومن ثم البدء بفرضه
لا، غير جاهزين بالوضع الراهن نهائياً لتطبيق الدفع الإلكتروني

الأكثر مشاهدة هذا الشهر